تقرير أخباري: على آبي أن يحذو حذو موراياما في مواجهة التاريخ

سول 12 فبراير 2014 (شينخوا) وصل رئيس الوزراء الياباني الأسبق توميتشي موراياما إلى هنا امس الثلاثاء في زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى جمهورية كوريا، التي كانت مستعمرة لبلاده في الفترة من 1910 حتى 1945.

واختار رئيس الوزراء الأسبق، الشهير باعتذاره اثناء توليه منصبه عن الاعمال الوحشية التي ارتكبتها بلاده خلال فترة الحرب، معرضا للوحات الفنية لما يسمى "بنساء المتعة" ليكون اول مكان يقوم بزيارته.

والتقى موراياما في المعرض مع ثلاث سيدات من جمهورية كوريا اكرهن على العمل كنساء متعة للجيش الاستعماري الياباني ابان فترة الحرب العالمية الثانية. وقال موراياما (91 عاما) للسيدات المسنات "تبدن اصغر مني سنا. ارجو ان تحافظن على صحتكن دوما". وبذلك يكون الاول بين رؤساء وزراء اليابان السابقين والحاليين الذي يلتقى بضحايا الاستعباد الجنسي.

وكان رئيس الوزراء الياباني السابق يخفض رأسه بشكل كبير، خلال امساكه بيد السيدات. وقال اليوم (الاربعاء) خلال محاضرة أمام المشرعين في مقر البرلمان "عندما ألتقيت بسيدات المتعة وهن مسنات وشاهدت الصور التى قمن برسمها بأنفسهن، اعجز عن الكلام. واخفض رأسى ولا استطيع رفعها".

واجبر اكثر من 200 ألف سيدة شابة، معظمهن من جمهورية كوريا، على العمل كنساء متعة في بيوت الدعارة العسكرية اليابانية خلال الحرب العالمية المدمرة التي شنها العسكر الياباني. ومن بين 237 سيدة كورية جنوبية، عرفن انفسهن بأنهن كن نساء متعة في السابق، لا يزال 56 فقط على قيد الحياة.

وقال موراياما إن اليابان "ارتكبت اخطاء لا توصف، سلبت النساء كرامتهن". وبعض الاشخاص في اليابان ادلوا بالعديد من التصريحات الحمقاء بشأن نساء المتعة، إلا أنه قال أنه يشعر بالخجل من ذلك، مؤكدا ان اغلبية اليابانيين يدركون جيدا الاعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان في السابق.

يجب أن يكون واضح تماما أن رئيس الوزراء الياباني الحالي شينزو آبي لا ينتمي للأغلبية. وقد زار آبي ضريح ياسوكوني المثير للجدل منذ شهرين، ما اثار شكوك الدول المجاورة ازاء سعى حكومة آبي لانكار الاعمال العسكرية اليابانية السابقة.

ويعتبر الضريح المرتبط بالحرب على نطاق واسع رمزا للماضي العسكري الياباني حيث يكرم 14 من مجرمي الحرب العالمية الثانية من الدرجة الأولى. وكرم المحافظون اليابانيون، الذين يسعون للفوز بالاصوات من اليمينيين، الرمز العسكري في الماضي.

وسعى آبي في اواخر يناير إلى تجنب الاعتراف بالحكم الاستعمارى والعدوان الياباني في السابق، وهو جوهر "بيان موراياما". وعند سؤاله ما اذا كان يعتزم الاعتراف بهذا البيان فى البرلمان، اكتفى رئيس الوزراء آبي بالرد أن اليابان تسببت في اضرار ضخمة ومعاناة لشعوب العديد من الدول الآسيوية.

/مصدر: شينخوا/