جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الصين

(لمحة شخصية): شي جين بينغ: رجل الشعب وقائد ذو بصيرة (3)

/مصدر: شينخوا/  08:55, December 24, 2012


بكين 23 ديسمبر 2012/فى الصورة الملتقطة فى عام 1972 شي جين بينغ اثناء عودته إلى المنزل فى بكين لزيارة اقاربه عندما كان شابا مثقفا فى الريف.

-- رجل الشعب

أعرب شي عن مشاعره العميقة تجاه الشعب في مناسبات عديدة، على سبيل المثال، " قيمة المسؤول لدى الناس تعتمد على كيفية تقدير المسؤول للناس". وينبع حب الناس له من تنشئته الفريدة.

لم يحيا شي جين بينغ، نجل شي تشونغ شون، البطل الثوري الشيوعي ونائب رئيس مجلس الدولة السابق، حياة مريحة في الصبي.

في بداية عام 1962، عندما ظلم والده وسقط في العار، عاش شي أوقاتا عصيبة. وفي الثورة الثقافية ( 1966-1976)، عانى من احتقار الناس والجوع والتشرد حتى انه احتجز ذات مرة.

وفى عمر 16 عاما، تطوع للعيش في قرية صغيرة في مقاطعة شنشى شمال غربي الصين "كشاب مثقف".

وانطلق من هذه المنطقة التي تعد جزء من هضبة اللوس الثوريون الشيوعيون بما فيهم والده لتأسيس الصين الجديدة.

كانت الحياة هناك صعبة لصبي من المدينة. في البداية، أرق الذباب منامه بشدة لدرجة عدم قدرته على النوم. وفى ريف شنشى، اضطر إلى القيام بكافة أنواع العمل الشاق، مثل حمل الروث وجر عربة الفحم والزراعة وبناء خزانات المياه.

وبمرور الوقت، أصبح العمل الشاق سهلا. وأضحى شي شابا قادرا على العمل الجاد في عيون القرويين. وحصل على ثقتهم وانتخب أمينا للحزب في القرية.

قاد شي الفلاحين إلى تقوية ضفة النهر لمنعه التآكل ونظم فرقة صغيرة من الحدادين في القرية وبني خزانا من الميثان، كان الأول في مقاطعة شنشي.

واستلم ذات مرة تروسيكل بخارى كجائزة "الشاب المثقف المثالي". بيد انه استبدل التروسيكل بعزاقة وطاحونة طحين وأدوات زراعية ليستفيد أهالي القرية.

ورغم بعده عن المدرسة، إلا أن شي لم يتوقف عن القراءة. وجلب معه صندوقا من الكتب إلى القرية و"كان يقرأ دائما كتبا سميكة مثل الطوب" ،على حد ما يتذكر القرويون في ليانغ جيا خه.

أقام علاقات وثيقة مع القرويين خلال سنواته السبع في المقاطعة. وبعد أن أوصي بالتسجيل في جامعة تسينغهوا في عام 1975، اصطف جميع القرويين لوداعه ومشي 10 من الشباب أكثر من 30 كيلومترا لأخذه إلى مقر المحافظة في رحلة عودته إلى بكين.

لم ينس شي أبدا الناس في قرية شنشى بعد مغادرته. فقد ساعد القرية في الحصول على الكهرباء وبناء جسرا وتجديد المدرسة الابتدائية. وعندما شغل منصب رئيس الحزب في مدينة فوتشو، عاد إلى القرية، وزار أهلها في منازلهم. وقدم لكبار القرية مصاريف جيب، وأهدى أطفال المدارس حقائب وأدوات مدرسية وساعات منبه جديدة. وعندما مرض أحد أصدقائه من الفلاحين، نقله شي على نفقته الخاصة إلى فوجيان ليتلقى الرعاية الطبية على نحو أفضل.

وأتاحت له سنوات الشقاء إلى جانب القرويين بأن يعرف الريف وحياة الفلاحين جيدا. وقال شي إنه تلقى أعظم مساعدة في حياته من مجموعتين هما الجيل الثوري الأقدم وأهالي قرية شنشى حيث عاش.

وصل شي إلى القرية وهو مراهق ضائع جزئيا وتركها في سن 22 عاما رجلا مصمما على فعل شيئا من أجل الناس.

وقد أثرت عاطفته نحو الناس العاديين على شي في عدد من القرارات الحاسمة. في الثمانينات عندما توجه الكثير من معاصريه إلى مجال الأعمال أو حتى إلى الدراسة في الخارج، تخلى شي عن وظيفة مريحة على مكتب في بكين وذهب إلى العمل نائبا لرئيس حزب محافظة صغيرة في مقاطعة خبي شمال الصين. وأصبح بعدها رئيسا للحزب في ولاية نينغده في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، إحدى أفقر المناطق في ذلك الوقت.

وخلال مسيرته السياسية، تفاعل شي عن قرب مع الناس في كل مكان عمل فيه، وقضى ثلث وقته في رحلات تفقدية ودراسية.

وفى نينغده، كان يسافر أحيانا لعدة أيام على طريق جبلي ليصل إلى أبعد نقطة. كان الطريق وعرا لدرجة كانت تجبره على اخذ راحة للتعافي من ألم الظهر قبل ان يترجل من السيارة. وذات مرة سار على قدميه 5 ساعات تقريبا على طريق جبلي وعر للوصول إلى بلدة تدعى شيادانغ، لم تكن متصلة بشبكة الطرق السريعة في ذلك الوقت، وتلقى ترحيبا حارا جدا من السكان المحليين، الذين قالوا إن شي كان " أرفع مسؤول يزور القرية".

كما ساعد الآلاف من الفلاحين في نينغده على تجديد منازلهم المسقوفة من القش والمتهدمة وقاد الصيادين للحياة بشكل أفضل على أرضهم.

وأثناء خدمته رئيسا للحزب في فوتشو، حاضرة مقاطعة فوجيان، أخذ زمام المبادرة في البلاد لإقامة آلية للمسؤولين لمقابلة مقدمي الطلبات وجها لوجه. كما قدم نفس الآلية في أماكن أخرى خدم فيها فيما بعد.

وذات مرة، التقى ومسؤولون كبار آخرون في فوتشو مع أكثر من 700 من مقدمي الطلبات في يومين.

وخلال عمله في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، ذهب إلى مناجم الفحم لرؤية ظروف عمل عمال المناجم قبل عيد الربيع في عام 2005.

ويولى شي أهمية للتواصل مع الناس من خلال وسائل الإعلام الأخبارية. حتى أنه كتب عمودا شعبيا بصحيفة تشجيانغ ديلى، موقعا بقلم " تشه شين" . وفى عموده، ناقش المشاكل اليومية محل اهتمام الناس العاديين في 232 مقالة.

وبقدر لطف وتسامح شخص مثل شي، فإنه يتميز بالصرامة الشديدة مع المسؤولين ومنعهم من إيذاء مصالح الناس العاديين. وفي تحقيق بشأن قيام مسؤولين في نينغده ببناء مساكن غير قانونية، استشاط غضبا وطرق على الطاولة بيده وقال "أ نعاقب الآلاف من المسؤولين أم نخذل الملايين من الشعب؟" كما عوقب عدد من المسؤولين في تشجيانغ تحت قيادته لفشلهم في إنجاز واجباتهم.

وساعده أسلوبه هذا في العمل على نيل لقب " سكرتير الشعب".

وقال شي " المسؤولون يجب أن يحبوا الناس بنفس طريقة حبهم لآبائهم ويعملون من أجل مصلحتهم ويقودونهم إلى الرخاء".


[1] [2] [3] [4] [5] [6] [7]