تعليق: من سيوف إلى محاريث.... هل الاستعدادات في مصر كافية ؟ (2)

كما يعتقد لي واي جيان، أن جذور جماعة الإخوان المسلمين ضّاربة في عُمق المجتمع منذ أكثر من 80 عامًا، ومن الصعب اقتلاعها. وفي سياق التطور التاريخي، فإن لدى جماعة الإخوان المسلمين تأثير توجيهي كبير على العديد من الناس، وقوي في سوق النظريات في منطقة الشرق الأوسط. وقد أعربت قطر مؤخرا عن تأييدها لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تتردد في تحويل السعودية " صديق جيد " إلى عدو، ما جعل استدعاء السعودية الوهابية المتأصلة سفيرها لدى قطر.

التحول السياسي والاجتماعي في مصر سيرافقه إراقة المزيد من الدماء. وإذا ما تم تنفيذ عقوبة الإعدام حقا، من المرجح أن يدفع بإخوان المسلمين إلى حافة المدقع، وجعل " العنف بالعنف" يسير نحو نهاية دموية. ويعتقد سون دو قانغ، أن حملة تصفية التي كانت تدار ضد جماعة الإخوان المسلمين في عهد جمال عبد الناصر واسعة النطاق، لكن إصدار أحكام بإعدام أكثر من 500 شخص من عناصر الإخوان لم يسبق له مثيل..

وأشار لي واي جيان إلى أنه لا يستبعد تكرار السيناريو الجزائري في مصر، وأن تشرع جماعة الإخوان المسلمين في سلك الطريق القديم للجبهة الإسلامية للإنقاذ. في حين يرى لي واي جيان وسون دو قانغ، أنه من الناحية الإنسانية لن تقدم ورقة الإعدام أي إضافة إلى الحكومة الحالية في مصر.

وقال ما شياو لين، الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط في مقابلة صحفية مع صحيفة الشعب اليومية، أن الغرض من اتخاذ الجيش المصري مثل هذه التدابير الصارمة هو القضاء على الإخوان المسلمين. وإن الصراع بين الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين وراء اصطدام بين القوى الدينية والقوى العلمانية في مصر. وإن عدم اعتراف مختلف الفصائل السياسية ببعضها البعض، وعدم الصبر والتنازل من الأسباب الرئيسية في استمرار الاضطرابات في مصر. ويعتقد ما شياو لين، أن إدراج الجيش المصري جماعة الإخوان المسلمين "كمنظمة إرهابية" غير مقنع على الإطلاق، ومحاولة الاستفادة من العزلة النسبية التي تعيشها حركة الإخوان المسلمين حاليا، لا يفضي إلى المصالحة الوطنية ولم الشمل المصري.

وأشار البروفيسورلي جون يينغ مدير معهد الدراسات الدولية بجامعة الصين للعلوم السياسية، إلى أن الوضع في مصر هو نتيجة للتناقضات متشابكة. وإن مواجهة القوى العلمانية والقوى الدينية، والاصطدام بين الحكم العسكري ومتطلبات الديمقراطية، والموقف الأمريكي الغامض اتجاه الجيش المصري وعوامل معقدة أخرى تزيد من صعوبة التخفيف من الاضطرابات في مصر في وقت قصير. وبالتالي، قد تتحول قوى الفصائل المختلفة في مصر من السيوف إلى محاريث. لكن حاليا، الاستعدادات غير كافية للصراع .

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/