تعليق: زيارة شي توفر فرصة تاريخية لدفع التعاون الصيني الألماني

بكين 28 مارس 2014 / وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى برلين اليوم (الجمعة) في زيارة دولة هي الأولى لرئيس صيني منذ ثماني سنوات.

وتعتبر العلاقات الصينية-الألمانية دوما واحدة من أكثر العلاقات استقرارا بين الصين والقوى الأوروبية الكبرى سياسيا واقتصاديا.

وتعتبر زيارة شي فرصة تاريخية لتدعيم وتعزيز التعاون العملي الصيني مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي كافة.

وتنشأ العلاقات السياسية المعمقة للبلدين من مدى واسع من آلية التشاور الحكومي التي انطلقت في 2011 باعتبارها هي الأولى من نوعها بين الصين ودولة أجنبية.

ومن ناحية أخرى حافظ قادة البلدين على التبادلات المتكررة والفعالة على مدار السنوات القليلة الماضية سواء عبر الزيارات أو المنابر الثنائية أو متعددة الأطراف الأخرى. كما ساعد ذلك في بناء ثقة متبادلة بينهما.

وبالنسبة للعلاقة السياسية المستقرة تتقاسم بكين وبرلين علاقات تجارية واقتصادية قوية في وقت يعتمد فيه اقتصادا البلدين على الآخر بشكل متزايد.

وتعد ألمانيا أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا في حين تعد الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا في منطقة آسيا-الباسفيك.

وأظهرت الأرقام الرسمية أن التجارة الثنائية بلغت 122.9 مليار دولار أمريكي في الأربع الثلاثة الأولى من عام 2013، حيث بلغت قرابة ثلث إجمالي التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي. إلا أن البلدين بإمكانهما القيام بأكثر من ذلك.

وفي الوقت الذي يزور فيه الرئيس الصيني ألمانيا يحمل معه مجموعة من الفرص للبلدين يمكن أن تترجم إلى منافع حقيقة أخرى للشعبين.

وسيلتقي شي بالرئيس الألماني يواكيم جوك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسيحدد الجانبان اتجاه العلاقات الثنائية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة من منظور استراتيجي وطويل المدى.

ومن المتوقع أن يوقع الطرفان اتفاقيات تعاون في الصناعة والطيران والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والزراعة. وستساعد تلك الاتفاقيات ألمانيا على التصدي بشكل أفضل للاضطرابات المالية الأكثر تضررا في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

والأكثر تحديدا، فإن مصنعي السيارات الألمانية ومصنعي الآلات الثقيلة والشركات الكيميائية ستتمكن من خلق المزيد من فرص العمل في الداخل وستحقق مكاسب مربحة في الأسواق الصينية برغم من الطلب الضعيف نسبيا في أوروبا.

وتتبنى الصين وألمانيا مواقف مشابهة فيما يتعلق بالمشكلات الدولية الرئيسية مثل القضية النووية الإيرانية وعملا معا في محاولة للتصدي للأزمة النووية عبر الطرق السلمية.

علاوة على ذلك تأمل بكين في أن تبذل ألمانيا جهدا أكثر لتعزيز العلاقة والتعاون الصيني مع الاتحاد الأوروبي بما في ذلك الاعتراف بوضع اقتصاد السوق الكامل في الصين ورفع الحظر الذي تفرضه الكتلة على صادرات الاسلحة.

ويمكن أن تلعب برلين أيضا دورا أكثر فاعلية وبناء في تسوية النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد حول عدة اشياء مثل اللوائح الشمسية المصنوعة في الصين.

ويجب على صانعي القرار السياسي في ألمانيا وأوروبا إدراك أن إقامة علاقة تجارية نشطة تصب في مصالح كافة الأطراف. ولهذا فإن الحوار والتشاور وليس الإجراءات العقابية هما أفضل سبيل للخروج من الخلافات التجارية. وبشكل أكثر وضوحا، فإن المعيار الوحيد للحكم على جودة أي تعاون ثنائي هو إذا ما كان يعود بمنافع حقيقية أم لا. وفي ظل فرص تعزيز مثل هذا النوع من التنسيق الملائم المتبادل الآن هناك حاجة ملحة للقيام بإجراءات حثيثة وموثوقة.

/مصدر: شينخوا/