ولكن الذي يجب ان نراه اكثر هو أن الاتفاقية الامنية الموقعة بين افغانستان وأمريكا سوف تكسب امريكا على المدى الطويل الشرعية في الاستراتيجية الافغانية، مما يخلق ثلاث قلاقل للصين.
أولا، استمرار امريكا في امتلاك موقعا هاما لكبح روسيا شمالا والضغط على الصين شرقا والتحكم في باكستان جنوبا وتهديد ايران غربا، ومواصلة التدخل في اسيا الوسطى. وفي الخطوة التالية، سوف تزداد عامل عديدة معقدة لكسر خطة الصين لإنشاء محيط الحدود الغربية الصادق سياسيا والناسج اقتصاديا ومنسجما شعبيا. على سبيل المثال، فإن امريكا لن تتخلى عن ان تقود خطة " طريق الحرير " الجديد، مما سوف يؤثر على جاذبية الحزام الاقتصادي لطريق الحرير للبلدان ذات الصلة .
ثانيا، الوجود العسكري الامريكي في افغانستان على المدى الطويل، سوف يهدد الامن العسكري في منطقة غرب الصين. وبعد ادارة امريكا 13 عاما لافغانستان ، يوجد في افغانستان عدة قواعد عسكرية يمكن ان تقلع منها الطائرة F-22وB-2، وغيرها من الطائرات المتقدمة الاخرى التي لا تحتاج الا لـ 20 دقيقة لتحلق على سماء منطقة شنجيانغ. وعلى الرغم من أن افغانستان اعلنت مرارا وتكرارا وعلى مر السنوات عن أن افغانستان لن تكون الدولة الثالثة لتهديد دول اخرى، ولكن امريكا الانانية دائما ما تتخذ هذه المسائل بطريقتها الخاصة، وتتحرك في الكثير من الاحيان بطرق غير مشروعة. لذا، يجب على الصين ان تكون متيقظة وحذرة عليها .
ثالثا، التاثير على وساطة السياسة الداخلية والخارجية لافغانستان. على مر التاريخ، تتأثر السياسة الداخلية والخارجية للبلدان المتواجدة بها امريكا بسياستها، وتكون مقيدة في بعض الاحيان ايضا، ولكن بدرجات متوافدة. وكما هو متوقع، فإن المصالحة واعادة التعمير في افغانستان ستكون عملية طويلة وشاقة. ولا يمكن لافغانستان أن تتخلص من اعتمادها على امريكا في السيطرة على امنها،حيث أن نشوب أي سوء تفاهم بين طالبان والحكومة الافغانية في تحقيق المصالحة قد يدخل البلد في دوامة،وسوف يظل حسن الجوار والتعاون بين الصين وافغانستان يعاني من تدخل أمريكا.
![]() |
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn