وزير سوري: لايمكن مكافحة الإرهاب بدون جهد دولي كبير تكون سوريا والعراق جزءا منه

دمشق22 ديسمبر2014 / أكد عمران الزعبي وزير الإعلام السوري مؤخرا أنه لا يمكن الحديث عن مكافحة الإرهاب جديا ما لم يكن هناك جهد دولي كبير تكون سوريا والعراق جزءا منه، مبينا أن الغارات التي يشنها التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) غير "مجدية".

وقال الوزير السوري في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) بدمشق إنه "لا يمكن الحديث عن مكافحة جدية للإرهاب ما لم يكن هناك جهد دولي كبير ومنظم وبرعاية أممية،وتكون الحكومتان السورية والعراقية جزءا من هذا التحالف وهذه المواجهة".

واعتبر الزعبي أن ما يسمى التحالف الدولي ضد الإرهاب "يتصرف خارج الأمم المتحدة"، مؤكدا أن الغارات التي يشنها "غير مجدية في وقف تقدم داعش وتطور إمكاناته"، داعيا بعض الدول الإقليمية والعربية إلى احترام قواعد القانون الدولي تجاه مكافحة الإرهاب.

ورأى الوزير السوري أن تنظيم داعش هو أحد أجنحة تنظيم القاعدة وأن الخلاف بين داعش والقاعدة هو "خلاف على الزعامات والقيادات أوعلى الأموال"، مبينا أن تنظيمي داعش وجبهة النصرة يحملان فكر القاعدة، وهو فكر "إقصائي وتكفيري وإرهابي".

وكان التحالف الدولي لمكافحة إرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية شن أولى غاراته الجوية في الأراضي السورية في اغسطس الماضي، بعد إعلام الحكومة السورية بتلك الغارات، ولم يحقق التحالف أية نتائج واضحة على الأرض حتى الآن. وكان التحالف بدأ ضرباته للتنظيم في العراق في وقت أبكر.

وقال الزعبي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي "شريك في نشوء هذه التنظيمات وعلى دراية تامة بمصادر تمويلها وطرق تسليحها وتدريبها"، مؤكدا أن حديث الولايات المتحدة الأمريكية عن تحالف دولي لضرب داعش هو "حديث مشكوك به بالأساس".

ودعا الوزير السوري الولايات المتحدة وحلفائها إلى إجراء مراجعة عميقة تجاه سياساتهم في منطقة الشرق الأوسط وتجاه آليات محاربة الارهاب، موضحا أن هذه المراجعة كلما تأخرت تضخمت وازدادت الأضرار الناتجة عن السياسة الحالية المتبعة، مشيرا إلى أن سوريا والعراق تواجهان الإرهاب منذ مدة طويلة، وأن التنسيق بين سوريا والعراق وإيران في مجال مكافحة الإرهاب "بديهي".

ويشار إلى أن لقاء ثلاثيا جمع كل من وزارء خارجية سوريا وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف والعراقي إبراهيم الجعفري عقد في التاسع من الشهر الجاري بطهران بحث خلاله آخر المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.وتم الاتفاق في ختام الاجتماع على مواصلة التنسيق والتشاور بين الدول الثلاث فى مجال مكافحة إرهاب تنظيمي داعش والنصرة وبقية أذرع تنظيم القاعدة.

وردا على سؤال حول المبادرة الروسية لعقد مؤتمر في موسكو يجمع الحكومة السورية مع أطياف من المعارضة قال الزعبي إن "مبدأ الحوار والنقاش يمكن أن يفتح بابا عريضا لإنهاء الأزمة السورية"، مؤكدا أن بلاده تتعاطى بإيجابية مع هذه الفكرة.

وأعلنت موسكو في نوفمبر الماضي أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع السوري، المستمر منذ نحو 4 سنوات والذي حصد أكثر من 200 ألف قتيل.وزار وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو في 26 نوفمبر الماضي والتقى الرئيس فلاديمير بوتين. كما زار موسكو رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب على رأس وفد، إلا أن الائتلاف قال إن الخطيب ذهب بصفته الشخصية.

وأجرى وفدا النظام والائتلاف مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في شهري يناير وفبراير من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب.

وفيما يخص المبادرة التي تقدم بها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، بشأن تجميد القتال في حلب قال الوزير السوري إن "سوريا كانت واضحة بأنها ستقوم بدراستها، وستتعاطى بإيجابية من حيث المبدأ مع فكرة التجميد".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد خلال لقائه دي ميستورا في دمشق الشهر الماضي بأن مبادرة الأخير جديرة بالدراسة. وتبنى مبادرة دي ميستورا بحسب مصادر مقربة على ثلاث مراحل، الأولى فتح معابر بين مختلف أرجاء المدينة بإشراف أممي، والثانية إعادة الخدمات الأساسية للدولة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين، والثالثة منح عدة خيارات للمجموعات المسلحة.

واتفقت دمشق مع دي ميستورا على منح الإرهابيين خيارين، إما تسليم السلاح والاستفادة من مراسيم العفو القائمة، أو الخروج من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة إلى مناطق يتم تحديدها لاحقا .