تقرير: سبعة تخمينات حول العالم بأسعار نفط منخفضة (2)

التخمين الثاني: عودة أمريكا إلى الشرق الأوسط

هناك عامل قد لاتتوقعه أمريكا نفسها، وهو أنها ستصبح أكثر إعتمادا على الشرق الأوسط في عصر أسعار النفط المنخفضة، وخاصة في عالم يكون فيه سعر البرميل بـ 30 دولار، وقد تتخلى أمريكا نهائيا عن إستراتيجية العودة إلى آسيا.

والسبب في ذلك بسيط، كلما كانت أسعار النفط أكثر تدنيا، كلما كان التعافي أكثر قوة. "إذا واصلت أسعار النفط الهبوط، ووصلت إلى 30 دولار\البرميل، سيمثل ذلك قوة دفع لتعافي الإقتصاد الأمريكي. في ذات الوقت، ستمكن أسعار النفط المنخفضة أمريكا من المحافظة على سعر الفائدة الحالي المنخفض، وهذا يخفض من كلفة الإقتراض بالنسبة للشركات." يشير رئيس المركز الصيني لأبحاث الإقتصاد الدولي بجامعة شيامن لين بووتشيانغ، ويضيف في لقاء مع صحيفة "المالية الدولية"، أن تدني أسعار النفط سيكون لها تأثير على مستوى آخر بالنسبة لأمريكا، "إجمالا ستكون أمريكا هي أحد الرابحين الكبار من تدني أسعار النفط."

على المدى القصير، سنرى إقتصاد أمريكي أكثر فأكثر قوة، حيث أن أسعار النفط المتدنية ستعزز الطلب الإستهلاكي وثقة المستهلكين."وقال وزير التجارة الامريكي جاكوب ليو في الخميس الماضي، إن تدني أسعار النفط دون شك هي في صالح الإقتصاد الأمريكي. "

من جهة أخرى، إذا حل عصر الـ 30 دولار\البرميل، فسيتوقف التنقيب عن الزيت الصخري الذي يعد المنافس الذي دفع أسعار النفط إلى الإنخفاض، لأن الشركات لن يكون بإمكانها تحقيق الأرباح. وفي الحقيقة، لقد أظهرت أنشطة التنقيب عن الزيت الصخري في أمريكا تراجعا، حيث ذكرت وكالة رويترز بأن عدد تراخيص التنقيب عن الزيت الصخري التي تسندها الحكومة الأمريكية، قد تراجعت بـ 15% إلى غاية أكتوبر الجاري.

إذا توقف التنقيب عن الزيت الصخري في أمريكا، فإلى أين ستذهب أمريكا للبحث عن الطاقة الرخيصة؟

للحفاظ على أسعار منخفضة للنفط وأسعار فائدة متدنية، وأكثر من ذلك، للحفاظ على الإمدادات النفطية، قد تلجأ أمريكا لمضاعفة وارداتها النفطية من الشرق الأوسط. لكن هل يمكن أن توافق دول الشرق الأوسط بقيادة السعودية على المطالب الأمريكية في ظل 30 دولا\للبرميل؟

الواردات الضخمة، ستؤدي حتما إلى إرتفاع أسعار النفط؛ وتخفيض الواردات سيؤدي إلى نقص في الإمدادات. ومن ثم فإن الشرق الأوسط سيعود لأهميته من جديد، لكن أمريكا لن تسمح بتخفيض جماعي للإنتاج. وربما قد وضعت سياسة جديدة بالكامل للشرق الأوسط.