تقرير: سبعة تخمينات حول العالم بأسعار نفط منخفضة (3)

التخمين الثالث: اختفاء بريق الأوبك

تستمد الأوبك قوتها من قدرتها على تحديد أسعار النفط. وبـ30 دولار\للبرميل، ستبقى منطقة الشرق الأوسط وخاصة السعودية تحقق أرباحا طائلة، نظرا لإنخفاض كلفة التنقيب.

لكن، أسعار النفط المنخفضة على المدى الطويل ستؤدي إلى فقدان منظمة الأوبك لبريقها. والسبب يعود إلى فقدانها القدرة على تحديد الأسعار، ولا شك أن أسعار النفط في المستقبل، سيحددها نفط الشرق الأوسط، الغاز الصخري الامريكي والزيت الصخري الكندي. أما السبب الثاني، فيعود إلى حاجة الخليج إلى تنويع الإستثمارات في ظل تراجع أسعار النفط، ما سيؤدي إلى تراجع تأثير النفط.

يعود السبب الرئيسي لمحافظة الاوبك على أسعار النفط المتدنية في الوقت الحالي إلى رغبتها في ضرب الغاز الصخري في أمريكا والزيت الصخري في كندا، وعلى الأقل السعودية لا تزال تحافظ على هذا التوجه. لكن في الحقيقة، هذا في حد ذاته فخا. فحتى لو نجحت الأوبك في مسعاها فإن أسعار النفط ستحدد من خلال النفط الشرق أوسطي، الغاز الصخري الأمريكي والزيت الصخري الأمريكي، ومن ثم، فإن قدرة الشرق الأوسط على تحديد أسعار النفط ستتقلص.

طبعا، هذا لا يعني أن الشرق الأوسط سيعلن الإستسلام. فإذا حلّ عصر الـ30 دولار\للبرميل، فقد يكون ذلك فرصة جيدة بالنسبة لدول الشرق الأوسط لتحقيق التحول الإقتصادي. وفي هذا الصدد، يعتقد بنك سيتي أن تراجع أسعار النفط بهامش كبير قد يدفع دول الشرق الأوسط إلى تخفيف إعتمادها على النفط، وتنويع إقتصادياتها من خلال الإستثمار في القطاعات غير النفطية.

في ذات السياق، يقول بنك سيتي أن الفائدة الكبرى من تكمن في إمكانية نجاح جهود الوساطة بين الدول الستة وإيران بشأن الملف النووي قبل نهاية المهلة في يونيو 2015.

"من المتوقع أن تتراجع المداخيل الإيرانية بـ 1\4، ومواصلة الضغط على إيران المثقلة بالعقوبات الإقتصادية، قد يوفر مجالا أوسع من التفاوض بالنسبة لروحاني ومجموعته، وفي ذات الوقت، قد يضعف تأثير القوى المتشددة التي تعارض إمضاء إيران وأمريكا لهذه الإتفاقية." تقول سوسا.