تقرير: سبعة تخمينات حول العالم بأسعار نفط منخفضة (5)

التخمين الخامس: الصين ستكون الفارس الأبيض

من سينقذ بوتين إذا ما انهار الروبل؟

تكمن مخاوف الأوساط الخارجية، في تأثير الإقتصاد على السياسة، والصعوبة التي تواجه الحكومة الروسية تتمثل في شبح عودة أزمة 1998 في عهد يلتسين، والتغيير المكثف لرؤساء الوزراء، من كيريينكو إلى بريماكوف،ومن ستيباشين إلى بوتين؟

يبدو بوتين شجاعا في مواجهة الأزمة. وقد أظهرت إستطلاع أجراه مركز ليفادا التابع لجهاز أبحاث إرادة الشعب، أن نسبة تأييد بوتين ظلت تشهد نسقا تصاعديا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، محققة صعودا قياسيا في أكتوبر الماضي، بـ 88%، ووصلت في نوفمبر إلى 85%، محققة زيادة بـ 20% مقارنة ببداية العام.

وفي الحقيقة، أعرب بوتين في 18 ديسمبر الماضي خلال مؤتمر صحفي، عن ثقته في نفسه وعن ثقته في الإقتصاد الروسي. وفي حديقه عن تدني أسعار النفط، قال بوتين "إن الإقتصاد الروسي يمتلك أسسا متفائلة، ويمكنه التأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، ولامشكلة حتى لو نزل النفط إلى مستوى 40 دولار للبرميل."

المشكلة الآن تكمن، في ماذا لو نزل النفط إلى 30 دولار\للبرميل، فمن سينقذ روسيا؟

في هذا السياق، قالت صحيفة"الفاينانشيل تايمز"، أن الصين ستكون الفارس الأبيض الذي سينقذ روسيا. وفعلا هناك أسسا للتعاون بين الصين وروسيا. وفي هذا الصدد، يقول الأستاذ بمعهد الدبلوماسية والدبلوماسي السابق تشوزون نان، لصحيفة "المالية الدولية" الصينية، أن العلاقات الصينية الروسية تعد نموذجا للعلاقات بين الدول الكبرى. ويمكننا أن نتوقع مزيدا من التعاون بين الصين وروسيا خلال المرحلة القادمة، وخاصة في مجال الطاقة.

في الحقيقة ويالنظر من زاوية المصالح الإقتصادية، لا شك في أن الصين ستحافظ على علاقات جيدة مع روسيا. وإلى حد الآن تمكن الصين وروسيا من الإتفاق حول العديد من الإتفاقيات، فقد تم إمضاء اتفاقية خط الغاز الشرقي، وفي الوقت الحالي يتناقش الجانبان حول خط الغاز الغربي.

في هذا الصدد يشير الباحث بمركز أبحاث روسيا وشرق آسيا ووسط آسيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية، لي جيان مينغ، أنه بالنظر على المستوى الشامل وأهداف التنمية الصينية طويلة المدى، فإن الدعم المتبادل وطويل المدى بين الصين وروسيا يعد وضعا أساسيا، والجانبان يضعان من تطوير العلاقات الثنائية كخيار إستراتيجي طويل المدى، ويعتبران بعضهما فرصة للتنمية وشريك مفضل.

"الصين في حاجة إلى الدعم والمساعدة الروسية على مستوى دفع الإصلاح في النظام الدولي والإدارة العالمية، ودفع إستراتيجية الطريق والحزام. وفي الوقت الحالي، تواجه الإقتصاديات الناشئة جملة من الفرص والتحديات المشتركة، وفي هذا الظرف، يعد إنقاذ روسيا، إنقاذ للصين أيضا. " يقول لي جيان مينغ.