بعد اربع سنوات من اندلاع" الربيع العربي" بدءاً من تونس عام 2010، باتت منطقة الشرق الاوسط ارض خصبة لانتشار ظاهرة التطرف، والازمة السورية أمام تحول من " الحرب بالوكالة" الى " الحرب على الارهاب".
لقد اظهرت نتائج احصائات منظمة "هيومن رايتس ووتش" السورية مقرها في المملكة المتحدة الأخيرة ، أن 2014 العام الأكثر دموية منذ اربع سنوات من اندلاع الصراع في سوريا، حيث سقط خلال السنة 76021 قتيلا، في حين خلف الصراع 73447 قتيلا عام 2013.
منذ اندلاع الازمة في سوريا في مارس 2011، اطلقت الدول الغربية وحلفائها في الشرق الاوسط والمعارضة السورية بالقيادة الامريكية هجوما غير مسبوق على النظام السوري في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي وغيرها، ودفعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الوضع الى حرب محلية، لتتحول بعد ذلك من حرب محلية الى "حرب بالوكالة" واسعة النطاق، وتهدف هذه الاستراتيجية الى اسقاط نظام بشار الاسد. ومع ذلك، لم يسقط نظام بشار الاسد حتى الآن، والنار التي اطلقتها امريكا لم تصب بها إلا نفسها. حيث ادت السياسة الامريكية اتجاه سوريا والسيطرة على الحكومة المركزية الى التطور السريع للعارضة السورية المسلحة، وانتهاز تنظيم "الدولة الاسلامية" الفرصة لدخول سوريا من العراق والاستمرار في التوسع، مما جعل سوريا اكبر ساحة جهادية في العالم، وتعرض المخطط الامريكي لإسقاط النظام السوري الحالي الى اضطراب خطير. واضطرت امريكا الى تشكيل تحالف دولي يوم 23 سبتمبر عام 2014 لشن ضربات جوية على تنظيم " الدولة الاسلامية" وغيرها من المنظمات المتطرفة الاخرى في سوريا. للتحول طبيعة الحرب في سوريا من " حرب بالوكالة" الى " الحرب على الارهاب".
يعتبر مشاركة الدول العربية السنية، الامارات ، السعودية ، الاردن ، البحرين في الضربات الجوية التي تشنه قوات التحالف ضد المنظمات المتطرفة ودخول المجال الجوي السوري باسم "مكافحة الإرهاب" أهم انتصار لأمريكا في حربها على الارهاب.
وبالنسبة للنظام السوري الحالي، فبالرغم من أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية" تساعد على درجة معينة في مكافحة الارهاب. لكن اضطرار سوريا على قبول واقع دخول امريكا والدول الغربية الاخرى مجالها الجوي قد يعرض مؤسساتها الحساسة والأساسية الى ضربات جوية مستقبلا، التي تشبه " السيف " فوق رأسها.
إن تحول الازمة السورية الى " الحرب على الارهاب" لا يعني انتهاء الازمات المحتملة، بل أن اللعبة بين القوى الكبرى مستمرة ، و لا يزال الحل يعتمد على توصل امريكا وروسيا للتفاهم وتحقيق التسامح بين القوى الكبرى في الشرق الاوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn