التوجه السياسي:
منذ تولي البشير السلطة عام 1989، أعلن رفضه القاطع للهيمنة الأمريكية على مسرح السياسة الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الصغيرة، وأعلن أن حكومته ستعمل بشكل مستقل. وهكذا، طور شعاره الشهير "فالنأكل مما نزرع، ولنلبس مما نصنع." هذا الشعار يجسد التوجه السياسي للبشير ويؤكد وبشكل واضح نزعته الاستقلالية. وعلى إثر ذلك أخذت الدول الكبرى تستشعر بأن مثل هذه التوجهات ربما تتسبب في عزلها وإقصائها سياسياً من المنطقة والتي تعتبرها محيطاً حيوياً لاستراتيجياتها.
وبالطبع لم تكن الولايات المتحدة والدول الغربية سعيدة بهذا الأمر، ومنذئذٍ بدأت هذه الدول تنتهج سياسات لإضعاف نظام البشير من خلال إختلاق أنواع مختلفة من المتاعب. من ذلك محاولاتهم تنظيم المعارضة المدنية ودعم المعارضة المسلحة ممثلة في متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) لزعزعة استقرار البلاد، كما فرضت أنواع مختلفة من العقوبات بهدف محاصرة نظام البشير ليسقط من تلقاء نفسه دون التورط معه في مواجهات مباشرة.
وعلى الرغم من الآثار السلبية الناتجة عن الضغوط الشديدة المفروضة على البلاد، أكد البشير عزمه القوي على المضي قدماً في توجهه المستقل وكان وفياً جداً لمثله ومبادئه.
يمكننا القول إن الرئيس البشير جاء إلى السلطة، واستمر من دون الاستناد على دعم القوى الأجنبية. وذلك على خلاف ما هو سائد في الجوار الاقليمي للسودان، فمعظم الساسة في المنطقة بعتمدون على دعم الولايات المتحدة والدول الغربية للوصول للسلطة والبقاء فيها، وهذا الأمر يجعلهم يتبعون القيم الغربية ويحكمون وفقاً لرغبات داعميهم.
العلاقات الخارجية:
كان البشير خلال سنوات حمكه مهتماً بتطوير بلاده، لذلك بدأت حكومته بدراسة وإستلهام التجارب الناجحة لبعض الدول الآسيوية الصاعدة اقتصادياً مثل ماليزيا والهند والصين. وعلى هذا الأساس بنى السودان في مطلع التسعينات من القرن الماضي علاقات خارجية قوية أخرجت البلاد بعيداً عن عباءة الغرب، وفي أعقاب ذلك شهدت العلاقات مع الصين نمواً سريعاً.
إن التوجه للتعاون مع الصين كان قراراً سليماً جداً، ذلك أن الصين ليس لديها إرث وتوجهات استعمارية ولم تكن من بين الدول التي تتتدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى. فهي تركز فقط في المنافع المتبادلة (التعاون المربح للجانبين).
وتجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 13 مليار دولار واستمر التعاون الثنائي وتوسع ليشمل عناصر جديدة مثل الزراعة والمعادن والإنشاءات بجانب النفط. وهكذا أصبحت الصين الشريك الأول للسودان في التجارة والاستثمار.
ولذلك يمكن القول إن الصين والسودان حققا إنجازات إيجابية في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري. فبمساعدة الصين حقق السودان تطورات اجتماعية واقتصادية ملحوظة.
هذه التوجهات لتطوير علاقات السودان الخارجية تؤكد قدرة البشير على تطوير العلاقات الخارجية لبلاده بشكل مختلف عما هو سائد، ونتج عن ذلك تأسيس شراكات فاعلة للتعاون والصداقة مع عدد من الدول الآسيوية الكبرى مثل الصين وماليزيا والهند.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn