بقلم: محمد الأمين النحاس
أيام قلائل وتبدأ الانتخابات العامة في السودان بما في ذلك انتخاب الرئيس القادم، والتي من المقرر أن تنطلق في 13 أبريل 2015. والآن السؤال المسيطر أمام الناس العاديين والمراقبين هو: من الذي سيقود البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة؟
وبما أن المترشح عمر البشير (الرئيس الأخير) يعتبر صاحب الحظ الأوفر بين المترشحين في الانتخابات المقبلة، سنحاول في هذا المقال مناقشة حظوظه وإمكانياته في تولي الرئاسة من جديد لخمس سنوات قادمات من خلال عدد من المحاور والتي ستكون عناصر هامة في حسم التنافس على كرسي الرئاسة.
الشعبية:
يتمتع البشير بشعبية كبيرة يتجلى فيها مدى الحب الذي يحظى به وسط الجماهير السودانية الداعمة له. صحيح أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لتقدير حجم هذه الشعبية، لكن هناك العديد من الشواهد الدالة على مدى ما يتمتع به الرجل من حب وسط مواطنيه، من ذلك الحشود التي تتقاطر بعفوية لاستقباله في مختلف أنحاء البلاد عند زيارته لها وكذلك خروجهم للتعبير عن دعمهم له في عدد من المناسبات والأحداث السياسية الكبرى التي شهدها السودان خلال فترة حكمه.
وهناك عدد من العناصر تقف وراء هذه الشعبية، من بينها أن البشير ومنذ إنخراطه كفاعل في المشهد السياسي السوداني، عُرف بإنحداره من وسط اجتماعي بسيط وظل يُقدم نفسه كشخص عادي ينتمي إلى الناس العاديين فهو لم يتربع على كرسي الحكم مستنداً على ميًراث سلطة أو جاه، ولذلك كثيراً ما يُشاهد وهو يشارك الأفراد من الطبقات المتواضعة والمتوسطة حياتهم الاجتماعية دون تكلف ودون تعقيدات بروتوكولية وترتيبات التأمين والحماية التي عادة ما ترتب للرؤساء وأصحاب المناصب الرفيعة في مثل هذه الحالات. ونجده يخاطب الجمهور باستخدام لغة بسيطة، ويلبس مثلهم وحتى انه يرقص معهم بكل تواضع. ويُشاهد مباريات كرة القدم والعروض الموسيقية الحية، وأكثر من ذلك يعرف أسماء الصحفيين ولن يتردد في زيارة بعض منهم عندما يصابون بالمرض.
عندما قررت المحكمة الجنائية الدولية (ICC) إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير بزعم مسؤوليته عن جرائم إبادة جماعية في دارفور، وأتذكر جيدا ذلك اليوم، حيث كان يشهد حفل تخريج عسكري في الكلية الحربية للقوات المسلحة السودانية التي تقع قرب من منطقة مأهولة شمال العاصمة الخرطوم، ولا تعتبر من بين المناطق المعروفة بولائها للحكومة التي يقودها الرئيس البشير، وبمجرد وصول موكبه الرئاسي تلك المنطقة بعد انتهاء حفل التخرج، حتى خرج جميع سكان تلك المنطقة لاستقبال الرئيس والتعبير عن دعمهم القوي له بشكل عفوي، ومنددين بالمحكمة الجنائية الدولية في نفس الوقت.
في واقع الأمر، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية الرئيس البشير في عام 2009 بتهمة ارتكاب جرائم في إقليم دارفور منذ عام 2003. وقد رفض السودان الاعتراف بسلطة واختصاص الجنائية الدولية. وفي أواخر العام 2014، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية تعليق التحقيق حول دارفور بعد أسبوع واحد فقط من إسقاطها للتهم الموجهة إلى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.
ومن الجدير بالذكر أن شعبية البشير تجاوزت السودان إلى أجزاء كثيرة من العالم العربي. والسبب وراء ذلك دعمه القوي لحقوق الشعب الفلسطيني. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشعب العربي يعتقد أن القضية الفلسطينية تمثل القضية الرئيسية لكل العرب، ولذلك يراودهم الأمل في تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. ولهذا، فإن الخطاب السياسي الداعم للقضية الفلسطينية للبشير يجعل الفلسطينيون والكثير من العرب الآخرين ينجذبون إليه كما لو أنه هو البطل المنتظر.
إن هذه الجوانب تعكس الوزن الشعبي للبشير. ربما كان صحيحاً أن حجم التأييد لحزب المؤتمر الوطني محل نقاش، لكن وبالتأكيد أن حجم شعبية الرئيس البشير كبير جداً. وبما أن الدعم الشعبي يعتبر من العناصر الهامة في حسم السباقات الانتخابية، نجد أن البشير يتمتع بتأييد شعبي واسع مقارنة بمنافسيه الآخرين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn