دمشق 21 يناير 2016 / سمت دمشق اعضاء وفدها الى مفاوضات السلام مع المعارضة السورية المرتقبة في جنيف اواخر يناير الجاري، حسب ما افادت وسائل اعلام محلية مقربة من الحكومة السورية.
ونقلت هذه الوسائل ومن بينها صحيفة ((الوطن)) السورية عن مصادر دبلوماسية قولها إن "دمشق سلمت اسماء وفدها المفاوض الى لقاء جنيف على ان يرأسه الممثل الدائم لسوريا في مجلس الامن بشار الجعفري، ويشرف عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وبعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية".
وتابعت ان "مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أنجز كل الترتيبات اللوجستية فيما يتعلق بوصول الوفود وإقامتها"، لافتة إلى أن "مكتب المبعوث الأممي عمل ترتيبات باستقبال ثلاثة وفود، واحد عن الحكومة واثنان للمعارضة".
ويأتي تشكيل وفد الحكومة السورية غداة إعلان "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن اجتماع المعارضة بالرياض الشهر الماضي وفدها لمفاوضات جنيف.
وضم وفد المعارضة العميد أسعد الزعبي رئيسا، وسمي جورج صبرة نائبا له، فيما عين محمد علوش المسؤول السياسي في فصيل "جيش الإسلام" المسلح ككبير للمفاوضيين.
وتعتبر دمشق فصيل "جيش الإسلام" الذي يتمركز بالغوطة الشرقية ويستهدف أحياء العاصمة دمشق وريفها بقذائف هاون وصواريخ محلية الصنع بشكل مستمر وعشوائي "ارهابيا".
من جانبها، قالت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، والتي تعد الداعم الرئيسي للحكومة السورية إنه ما زال يعتبر (جيش الإسلام) و(حركة احرار الشام) "منظمات إرهابية"، وهذا يعني أن هذا الفريق لا ينبغي أن يكون جزءا من المفاوضات.
وقالت صحيفة (الوطن) إن تسمية علوش، وهو أحد أقارب قائد (جيش الإسلام ) زهران علوش، الذي قتل الشهر الماضي هو "خطوة استفزازية تهدف فقط لجعل المفاوضات فاشلة".
ولم تعلق الحكومة السورية حتى الان بشكل رسمي على تشكيلة وفد المعارضة، خاصة انها كانت قد اشترطت معرفة اسماء وفد المعارضة المفاوض.
فقد قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق إن الحكومة السورية تطالب بمعرفة اسماء قائمة وفد المعارضة، مضيفا أن الحكومة "لا ترغب في التحدث إلى أشباح".
وباتت تشكيلة وفد المعارضة مثار خلاف بين الدول المعنية بالملف السوري، حيث تتحدث تقارير في الآونة الأخيرة عن تمسك روسيا بـ"تمثيل واسع لوفد المعارضة" في مفاوضات جنيف لا يعتمد فقط على مخرجات مؤتمر الرياض.
ونقلت هذه التقارير عن السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين قوله إن "روسيا متمسكة بتطبيق قرار مجلس الامن 2254 الذي نص على ان المعارضة تأتي من الرياض ومؤتمرات اخرى".
وتابع تشوركين ان "التمثيل الواسع لوفد المعارضة سيكون اساسيا"، موضحا انه يعني بذلك "وفدا موحدا واسع التمثيل" للمعارضة، وذلك بعد تقارير تحدثت عن رغبة روسيا في "وفدين متساويين" للمعارضة احدهما يضم شخصيات ترشحها موسكو.
في المقابل، اعتبر وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير، والفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء بالرياض انه لايجوز لاي طرف ان يفرض على المعارضة السورية من سيمثلها في المفاوضات المرتقبة مع النظام في جنيف.
وتأتي مفاوضات جنيف المرتقبة في اطار اتفاق بين مجموعة الدول الاقليمية والدولية المعنية بسوريا في اجتماع بفيينا في نوفمبر الماضي على خارطة طريق تنهي الصراع في سوريا.
وتضمن الاتفاق وقفا لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا ضمن جدول زمني محدد وإجراء انتخابات برلمانية تؤسس لانتخابات رئاسية لاحقة وفقا لبيان جنيف الاول، الذي صدر في 30 يونيو 2012 بمشاركة الدول الكبرى ونص بشكل خاص على تشكيل سلطة انتقالية كاملة الصلاحيات تتسلم السلطة في سوريا دون التطرق لمصير الرئيس السوري بشار الاسد.