واشنطن 13 يونيو 2016 / بعد مجزرة أورلاندو سيصبح على الأرجح الإرهاب والسيطرة على السلاح قضايا رئاسية في السباق الرئاسي الأمريكي إلى البيت الأبيض هذا العام.
وقتل 49 شخصا و أصيب53 آخرين يوم الأحد في ملهي ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا في واحد من أسوأ الاعتداءات الإرهابية في تاريخ الولايات المتحدة.
وتكشف أن المسلح عمر متين قد أعلن ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية -- تلك الجماعة الإرهابية البريرية التي سيطرت على مساحات شاسعة في سوريا والعراق ونفذت هجمات دامية في باريس العام الماضي أوقعت العشرات من القتلى.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين إن متين على ما يبدو تأثر بالدعاية المتطرفة على الانترنت نظرا لعدم العثور على دليل يؤكد علاقته المباشرة بالجماعات المتطرفة
ووقع الهجوم في الفترة التي تسبق السباق الرئاسي الأمريكي إلى البيت الأبيض، وقال خبراء إن الحادث سيكون له تأثير كبير على الانتخابات، مع توقعات بأن يتصدر الإرهاب والسيطرة على السلاح -- وسياسة الولايات المتحدة الخارجية بالتتابع-- خشبة المسرح الرئيسية في الشهور القادمة قبل إجراء الانتخابات في نوفمبر، عندما سيتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد.
مع ذلك، بدأت روايتان مختلفتان في الظهور بالفعل مع يسار يروج إلى ما يقول حاجة إلى تشديد السيطرة على امتلاك السلاح ويمين يطالب بمزيد من التحركات ضد التطرف الإسلامي.
وفي كلمة لها من حملتها الانتخابية يوم الاثنين، تحدثت المرشحة الديمقراطية المفترضة لخوض انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون عن الحاجة للتصدى للإرهاب لكنها شددت على ما وصفته حاجة إلى مزيد من السيطرة على السلاح.
ومع الإشارة الى أن مطلق النار تعهد بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية، أضافت كلينتون أن دوافعه لا تزال غير معروفة.
وقالت " هناك الكثير ما زلنا لا نعرفه، بما في ذلك مزيج الدوافع الأخرى التي قادته الى القتل".
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، تحدث المرشح الجمهوري المفترض لخوض الاستحقاق الرئاسي دونالد ترامب من ولاية نيو هامبشير قائلا إنه" سيعلق الهجرة" الوافدة من مناطق في العالم لها علاقة مثبتة من الإرهاب ضد الولايات المتحدة، مضيفا أن الصواب السياسي يمنع الولايات المتحدة من الاستجابة بشكل أسرع وأوضح، معربا عن سخطه إزاء الاستجابة السياسية الحالية.
وفي رده على أولئك الذين يعتقدون أن قوانين أكثر صرامة لضبط الأسلحة النارية من شأنها أن تبقي الأمريكيين أكثر أمنا، أشار الملياردير إلى أن فرنسا لديها قواين صارمة جدا في السيطرة على السلاح لكن لم تمنع مقتل العشرات في الهجمات الإرهابية الدامية التي ضربت باريس العام الماضي.
وأضاف ترامب أن المزيد من السيطرة على السلاح سيكون بمثابة نزع لسلاح الأمريكيين الملتزمين بالقانون وتركهم أكثر عرضة للهجمات الإرهابية.
وقال إن الإسلام المتطرف "معاد للنساء ومعاد للمثليين ومعاد للأمريكيين" مضيفا أنه يرفض العيش في دولة يستهدف فيها المسيحيين واليهود والمثليين وغيرهم من قبل الإسلام المتطرف.
وجدد ترامب دعواته لإصلاح نظام الهجرة، قائلا إن نظام الهجرة الحالي" المختل لا يسمح لنا بحماية مواطنينا بشكل صحيح".
ورسالة ترامب قد تنجح في تعزيز شعبيته وسط أنصاره بيد أن السؤال يبقى إذا ما كان عويل الملياردير سوف يؤدي الى زيادة في شعبيته بشكل عام.
وقال داريل ويست، نائب رئيس ومدير دراسات الحوكمة بمؤسسة بروكينغز، إن هجمات باريس في العام الماصي عززت ترامب من خلال تسليط الضوء على تحذيراته من تهديد الإرهاب الإسلامي.
وأضاف أن " الهجوم الحالي يعزز رسالته بأن العالم مكان خطير وأمريكا بحاجة الى قائد أقوى يستطيع أن يعيد النظام وسط الفوضى".
وقال الخبراء أن الهجوم يحول التركيز من تصريحات ترامب المثيرة للجدل ضد اللاتينيين والمسلمين وكذلك تعاملاته التجارية السيئة.
وقال ويست " إنها تعيد التركيز على الإرهاب وهو أمر مفيد بالنسبة له".
وأضاف أن " ترامب سيقول إن الديمقراطيين ضعفاء في مواجهة الإرهاب بينما ستشير كلينتون إلى مخاطر الأسلحة الهجومية. الكونغرس سيستمر في عدم القيام بشئ وأمريكا ستتعرض لمزيد من حوادث إطلاق النار المأساوية".
بيد أن جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ والشؤون العامة بجامعة برينستون، لا يعتقد إن هجوم فلوريدا سيعطي حتما ترامب دفعة.
وأضاف " لا أظن أنه أمر لا مفر منه. إنه يساعد في أنه يحول التركيز بعيدا عن أخبار الأسبوع الماضي السلبية".
لكن السؤال على ما يقول زيليزر :"هل يثق فعلا الأمريكيون في أن يكون ترامب في السلطة خلال لحظات الأزمات؟ العديد من الأمريكيين لديهم شكوك في ذلك".