كيتو 5 ديسمبر 2016 /أشاد مراقبون سياسيون إكوادوريون بالتزام الصين بالتعاون طويل الأجل مع أمريكا اللاتينية والذي ورد في كتاب أبيض حول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي نشر مؤخرا.
وقال وزير الخارجية السابق خوسيه أيالا لاسو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني أرحب بهذه الوثيقة الصينية الجديدة التي تؤكد على التعاون"، مشيرا إلى التعهدات الملموسة التي صدرت بشأن تعزيز التنمية المشتركة.
وذكر أيالا "إذا كان هذا هو المحور الذي تريد الصين التركيز عليه في علاقاتها المستقبلية مع أمريكا اللاتينية ، فهذا أمر إيجابي".
وأشار أيالا، الذي شغل أيضا منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في تسعينات القرن الماضي، إلى أن الكتاب الأبيض الذي صدر في أواخر نوفمبر المنصرم "يعكس اهتماما جديدا ووليدا" بتحفيز التنمية في المنطقة وتوسيع التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في شتي المجالات.
وقال أيالا إن "الصين دولة جادة جدا والثقافة الصينية ترجع إلى آلاف السنين. وهي لا تنظر إلى مجرد المدى القصير ولكن إلى المدى المتوسط والطويل".
ولفت أيالا إلى أن الصين، التي تطبق رؤى متوسطة وطويلة الأجل وتخطيط يرتكز على الهدف في "المرحلة الأولي" من بناء العلاقات في أمريكا اللاتينية خلال هذه المرحلة الثانوية، تركز على التعاون"، مضيفا "اعتقد أن هذا أمر إيجابي للغاية".
"وبالإضافة إلى ذلك، تسعى إلى المساواة والاحترام المتبادل، لذا علينا اختيار إقامة تعاون قوى"، هكذا أوضح أيالا.
ومن جانبه، أعرب النائب السابق لوزير الخارجية مارسيلو فرنانديز دي كوردوبا عن اعتقاده بأن تعزيز التعاون أمر "متبادل المنفعة".
وأشار فرنانديز إلى أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأصبحت شريكا تجاريا رائدا ومصدرا للاستثمارات بالنسبة لأمريكا اللاتينية ولا سيما في قطاعي الطاقة والبنية التحتية الضروريين لتحقيق التنمية.
وقال إنه "من المحبب أن يزيد التعاون الصيني في مجالات تعود بالنفع على هذا البلد وعلى هذه المنطقة"، مضيفا أن "توسيع التعاون مسألة متبادلة المنفعة".
واتفق المراقبان السياسيان على أن العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الثماني الماضية.
وذكر أيالا أن "العلاقات اكتسبت قوة أكبر، ولاسيما في القطاع المالي. فقد قدمت الصين لأمريكا اللاتينية خطوط ائتمان ومولت بشكل هائل برامج تنموية فيها".
وأشار إلى أن هذا قاد إلى "نتائج سياسية جيدة في المنطقة".
والأكثر من ذلك أنه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا، ارتقت الإكوادور والصين بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة.
وأضاف أن "الصين تعتبر أمريكا اللاتينية شريكا ووجهة هامة للاستثمارات والتمويل الصينيين. ومن المتوقع أن يتسع (التعاون) بصورة أكبر مع إصدار هذه الوثيقة الجديدة".
ويعد هذا ثاني كتاب أبيض تصدره الصين حول هذه المنطقة. وكانت قد أصدرت الكتاب الأبيض الأول في عام 2008.