تقرير: المساعدات الخارجية الصينية ستكون أكثر دقة

أظهر الكتاب الأبيض للتنمية الذي أصدره مجلس الدولة الصيني في 1 ديسمبر الجاري، بأن الصين قد قدّمت مساعدات لـ 166 دولة بقيمة تناهز 400 مليار يوان (قرابة 58 مليار دولار) خلال الـ 60 سنة الأخيرة.

وقالت صحيفة "التجارية اليومية" الفلبينية أن الصين ستقدم في العام القادم مساعدات إلى الفلبين بقيمة 16 مليار دولار، ستخصصها الفلبين للإستثمار في التعليم والزراعة والصحة.

في هذا السياق، ذكر تقرير لوكالة التعاون الدولي اليابانية (جيكا)، بأن الصين تعد من بين أكبر 6 دول مقدمة للمساعدات في العالم. وبلغت المساعدات الصينية في عام 2013 قرابة 7 مليارات دولار، مايمثل 7 أضعاف مستوى المساعدات في 2004.

وقال موقع "نيوز فوكس" البريطاني في مقال تحت عنوان "صين جديدة في إفريقيا"، أن المساعدات الصينية إلى إفريقيا شهدت نموا سريعا، وبأن الصين قد حققت نجاحات كبيرة في إفريقيا. من جهة أخرى، أشار الموقع إلى قدرة الصين على تقديم المساعدات الضخمة إلى الدول النامية، في حين تشهد المساعدات الأمريكية والغربية إلى الدول النامية تراجعا مستمرا، وأضاف بأن المساعدات الصينية تستجيب لحاجيات الدول النامية، وتمكن الصين من تكوين حلفاء طويلي الأمد، يشكرون الصين على مساعدتها لهم في تحقيق مستقبل أفضل.

في هذا الصدد، ترى الباحثة المساعدة بالمركز الصيني للدراسات الدولية، جين لينغ، بأن المساعدات الخارجية الصينية لديها خصوصيتها. أولا، المساعدات الصينية غير مرفقة بشروط سياسية؛ ثانيا، ظلت الصين لوقت طويل لاتستعمل مصطلح "المساعدات"، بل مفهوم "التنمية المشتركة، والتعاون متبادل المنفعة". حيث تعتمد المساعدات الصينية بشكل شامل التجارة والإستثمار وتحترم سيادة الدول النامية والشركاء الإقتصاديين، وتعمل قدر الإمكان على خدمة إستراتيجية التنمية في الدول الحاصلة على المساعدات. ثالثا، تستهدف غالبية الإستثمارات الصينية مجال البنية التحتية، وهذا النواع من المساعدات ينطلق من تجربة التنموية الصينية. رابعا، تعمل الصين بمبدأ، "لاتعطني كل يوم سمكة، بل علمني كيف أصطاد"، لذلك فإن المساعدات الصينية تسهم في دفع التنمية المستدامة في الدول الحاصلة على المساعدات. من جهة أخرى، تعد مساعدة الضعيف إحدى قيم الثقافة الصينية، لذلك فإن المساعدات الصينية تعبر عن القيم الصينية.

 وتضيف جين، أن المساعدات الصينية كانت ولازالت تتركز في آسيا وإفريقيا، أما في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن تكون المساعدات الصينية أكثر دقة، لكن حجمها سيستمر في الزيادة سنويا، كما ستتوسع مجالات التعاون. حيث من المتوقع أن تستهدف المساعدات الصينية في المستقبل المجالات الحيوية لمواطني الدول الحاصلة على المساعدات. كما ستستعمل مزيدا من الوسائل، مثل الجمع بين المساعدات والتجارة والإستثمار، وتفعيل دور الشركات والقطاع الخاص.