الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : العام الثقافي الصيني -المصري 2016 ... تألق بامتياز كماً وكيفاً

2017:01:05.16:39    حجم الخط    اطبع

حقا... تمثل العلاقات الثقافية جزءا مهما من العلاقات الثنائية بين الصين ومصر، هذا ما برهن عليه عام حافل من التبادلات الثقافية بين بلدين تذخران بحضارتين قدمتا أفضل الإنجازات للبشرية،عام ثقافي متميز ليس الأول بين الصين ومصر فحسب وإنما الأول للصين مع بلد عربي،عام سيكون دافعا لبذل المزيد والمزيد من الجهود الحثيثة لتوطيد أواصر العلاقات الثقافية وتعميقها وهو يستعد ليشهد حفله الختامي خلال الأيام المقبلة في مدينة قوانغتشو جنوبي الصين.

فمنذ ليلة 21 يناير 2016 عندما أضيء معبد الأقصر الفرعوني بأنوار ساحرة تتماشي مع طبيعته الأثرية ليشهد حفلا ضخما في حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إيذانا ببدء العام الثقافي بين البلدين 2016 وتزامنا مع ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية - المصرية، سجل عدد الفعاليات الثقافية التي أقيمت خلال هذا العام رقما قياسيا بلغ حوالي 150 فعالية اشتملت على مهرجانات وعروض سينمائية وفنون شعبية ومسابقات فنية وثقافية ومعارض للخط الإسلامي والصيني وندوات حول الإسلام في الصين وغيرها ، منها أكثر من 90 فعالية أقيمت في مصر, وهو رقم يفوق بكثير ما جرى في السنوات الماضية التي شهدت عشرات الفعاليات سنويا.

ورغم انتهاء العام الثقافي الصيني-المصري 2016, لكنه أكسب التعاون بين الجانبين زخما وقوة وشيد جسرا متينا بين الشعبين الصديقين, وتأثرا بهذا العام سيظل التوهج والحماسة قائمين في التبادلات الثقافية عبر تأسيس آليات تبادلات مؤسسية وتعزيز تنشئة أكفاء من البلدين وخاصة في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

-- إنجازات هائلة

لقد لعب العام الثقافي الصيني- المصري 2016 دورا كبيرا في دفع الصداقة التقليدية بين الشعبين وتبادل الحوار المعمق حول الفرص والتحديات التي تواجه البلدين وفي تحقيق مزيد من التعاون البيني، وطرحت شجرته ثمارا يانعة وحقق إنجازات هائلة.

وفي هذا الصدد، أكدت المستشارة الثقافية بالسفارة الصينية لدى القاهرة تشن دونغ يون في مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "العام الثقافي الصيني-المصري 2016 قدم مثالا غير مسبوق في المنطقة العربية, وسجل أعلى مستوى مزدوج للتبادلات الثقافية من حيث الكم والكيف".

وأشارت تشن إلى أن أبرز فعاليات العام الثقافي الصيني - المصري كان حفل افتتاحه الذي أقيم في معبد الأقصر وأعقبه إقامة الجانبين لأكثر من 150 فعالية ضمت تحت مظلتها مجالات الثقافة والفنون والأفلام والمسلسلات التليفزيونية والترجمة والرياضة وغيرها وسجلت عبارة "المرة الأولى" في عدة أنشطة بارزة ومنها "المرة الأولى" التي تدخل فيها التبادلات الثقافية الصينية ست محافظات ومدن مصرية، و"المرة الأولى" التي تشارك فيها فرق صينية أغلبها منظمات شعبية في أنشطة مهرجانية للفنون الصينية-الأفريقية أقيمت في مصر في يوليو الماضي, و"المرة الأولى" التي تُؤسس فيها رابطة للمترجمين والصينولوجيين العرب بالمركز الثقافي الصيني في القاهرة لتصبح أول هيئة مصرية متخصصة في دراسة القضايا الصينية وتقديم ترجمات عربية - صينية.

وإلى جانب ذلك, أقيم سباق "قوارب التنين" التقليدي الصيني في نهر النيل المصري في أول أكتوبر الماضي وهو "أول حدث ثقافي رياضي سياحي من نوعه يقام في مصر بل وفي إفريقيا والشرق الأوسط, ويفتح فصلا جديدا في التمازج الحضاري والثقافي بين مصر والصين", هكذا قال محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد. وشارك في السباق 12 فريقا من منطقة هونغ كونغ ومقاطعة قوانغدونغ الصينيتين ومصر والولايات المتحدة وكندا وحصل فريق الاتحاد المصري للتجديف على المركز الأول فيه.

وذكرت المستشارة تشن أن هذه "المرات الأولى" بالإضافة إلى اختراقات أخرى أرست أساسا لتعزيز معرفة أبناء الشعب المصري بالصين وتوطيد الصداقة الثنائية, مؤكدة أن التبادلات الثقافية تعد مشروعا طويل الأمد وتمتلك آفاق تعاون أرحب مستقبلا.

وثمة مجال جديد للتعاون برز بشدة خلال هذا العام الفريد, حيث عقد الجانبان الصيني والمصري العزم على تعزيز التواصل بينهما في مجال علم الآثار وشدد عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس خلال نشاط أقيم بالمركز الثقافي المصري في القاهرة يوم 15 أغسطس شدد على أن الجانبين لديهما مساحة واسعة للتعاون في التنقيب عن الآثار باستخدام التكنولوجيا الفائقة، معربا عن أمله في أن ينقل فريقه خبراته الوفيرة في مجالات التنقيب عن الآثار تحت المياه وحماية المواقع الأثرية وإدارة المتاحف إلى الصين، كما أعلن مدير معهد دراسات علم الآثار بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية وانغ وي إن الأكاديمية خصصت مليوني يوان سنويا لمدة خمس سنوات لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الآثار.

أما في الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقيم في نوفمبر الماضي, فقد كانت الصين "ضيف شرف" المهرجان الذي عرض حوالي 20 فيلما صينيا أنتجت ما بين عامي 2001 و 2015 واستطاعت أن تطلع الجمهور المصري على تطورات السينما الصينية، وقد حصل المخرج الصيني جيا تشانغ كه على جائزة التميز خلال المهرجان.

وقالت تشن دونغ يون إن الإنجازات الهائلة التي تحققت في العام الثقافي الصيني-المصري تنبع من الصداقة العميقة التي تطورت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل60 عاما وتنبع أيضا من المشاعر المخلصة والصدى الثقافي بين الشعبين.

-- توهج مستمر

ورغم انتهاء عام 2016, إلا أن القوة الناعمة الثقافية للبلدين تواصل نموها ومعها ستستمر الأنشطة الثقافية بين الجانبين مستقبلا حيث لفتت تشن دونغ يون إلى أن التعاون الثقافي يعد من أهم المجالات التعاونية بين الصين ومصر ويكتسب الآن زخما كبيرا ومن المتوقع أن يواصل تطوره بخطى سريعة بعد هذا العام الثقافي المتألق.

وأشارت المستشارة الصينية إلى أن المركز الثقافي الصيني بالقاهرة وقع اتفاقات تعاون مع خمس هيئات ومؤسسات مصرية, مضيفة أن هناك مزيدا من الفعاليات الثقافية الرائعة بين البلدين سترى النور خلال الفترة المقبلة.

وحفاظا على توهج التبادلات ما بعد العام الثقافي ومواصلة الحماسة القائمة في التبادلات الثقافية, ستعمل وزارة الثقافة الصينية على توطيد الإنجازات التي تحققت في العام الثقافي من خلال إقامة آليات للتبادلات بين المؤسسات الثقافية والمتاحف وتعزيز تدريب الأفراد من الجانبين ودفع عملية الترجمة المتبادلة للأفلام والمسلسلات التليفزيونية والكتب الأدبية الكلاسيكية وتكثيف الزيارات المتبادلة طويلة الأمد بين الفنانين وتعزيز التبادلات بين مدن البلدين التي تربطها علاقة توأمة, هكذا قال تشو تسي نائب مدير إدارة الاتصالات الخارجية بوزارة الثقافة الصينية.

وأشار تشو في مقابلة مع ((شينخوا)) إلى أن الحماسة المصرية إزاء التبادلات مع الصين تركت انطباعا عميقا في نفوس الجميع، مضيفا أن الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق أمامها آفاق رحبة وإمكانات هائلة لتعزيز التعاون، إذ إنه عبر طريق الحرير القديم, شهدت الصين والدول العربية تاريخا من التبادلات الحضارية يرجع إلى أكثر من ألف سنة, الأمر الذي خلق "جين طريق الحرير الوراثي" الذي سيفيد التواصلات والتبادلات بين الجانبين. وأكد أن جوهر فعاليات العام الثقافي الصيني-المصري يكمن في الاحترام والتقدير والتعلم المتبادل.

وشاطره الرأي المستشار الثقافي بالسفارة المصرية لدى الصين الدكتور حسين إبراهيم، قائلا إن العام الثقافي المصري- الصيني 2016 يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ التبادلات الثقافية بين البلدين, مشيرا إلى أن جهود مصر والصين ستتضافر لتحويل التبادلات الثقافية المصرية-الصينية إلى نموذج للتبادلات الثقافية يحظى بنفوذ واسع حول العالم.

وذكر حسين إبراهيم أن فعاليات العام الثقافي ضخت قوة وحيوية وزخما جديدا لتحقيق مزيد من التقدم والتعاون للدولتين العريقتين والشابتين, كما شيدت جسرا أكثر متانة بين الشعبين وخلقت مساحة أوسع لتسريع الارتقاء بالعلاقات الثقافية بين البلدين.

ولقد استشعر جميع من شاركوا في إنجاح هذا العام الثقافي الذي تألق بإمتياز أن هذه النوعية من الفعاليات الثقافية المشتركة استطاعت أن تحكى قصة التبادل الحضاري والتعاون الثقافي بين البلدين وقربت بين قلوب الشعبين أكثر فأكثر وستسهم يوما بعد يوم في دفع التنمية الاقتصادية والتجارية والثقافية على طول الحزام والطريق.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×