القاهرة 4 يناير 2017 /رأى محللون اليوم (الأربعاء)، أن وتيرة الاكتشافات الآثرية في مصر جيدة، رغم ضعف الموارد المالية.
وأعلنت وزارة الآثار، أن عام 2016 شهد اكتشاف 13 موقعا آثريا في خمس محافظات.
وضمت قائمة الاكتشافات الآثرية في العام المذكور، ستة اكتشافات في محافظة أسوان جنوب القاهرة، وثلاثة بالأقصر، و2 بالجيزة، واكتشاف واحد فى محافظة سوهاج، وآخر في القاهرة، وذلك بالتعاون بين البعثات الآثرية المصرية والأجنبية.
وأبرز هذه الاكتشافات عبارة عن "جبانة ومدينة سكنية" يرجع تاريخها إلى 5316 سنة، أي إلى عصر بداية الأسرات، وتقع في مدينة أبيدوس بسوهاج.
وفي هذا الصدد، اعتبر الدكتور هشام الليثي مدير عام مركز (تسجيل الاثار المصرية) بوزارة الاثار، هذا العدد من الاكتشافات " مؤشرا جيدا"، وقال إن " البعثات الآثرية تعمل في مصر بشكل جيد وبكفاءة عالية بالتعاون مع وزارة الاثار، ما يساعد على اكتشاف مواقع اثرية كثيرة ".
ورأى الليثي، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن " نقص الموارد المالية لدى وزارة الاثار لم يؤثر على إنجاز الاكتشافات الاثرية، خصوصا أن البعثات الاثرية (الأجنبية) تعمل على نفقتها الخاصة في مصر، بينما تقوم الوزارة رغم قلة مواردها بدعم البعثات المصرية".
وأكد أن " وزارة الاثار تمشى بخطى جيدة وفي تطور مستمر، على الرغم من قلة الموارد المالية أو السياحية، خاصة أنها تدفع مرتبات موظفيها من خلال ايراداتها من السياحة".
وتوقع " أن تساعد هذه الاكتشافات على استعادة الحركة السياحية بشكل كبير خلال الفترة القادمة لسببين، الأول ان الاكتشافات الجديدة تساعد على جذب انتباه السياح لمصر مجددا، ثانيا: ان هذه الاكتشافات سوف تساعد في علم الاثار".
وأشار إلى أن الاستقرار الأمني الذي تشهده البلاد حاليا سوف يدعم هذا الأمر.
وزار مصر خلال عام 2016 قرابة 5.3 مليون سائح، مقابل 9.3 مليون سائح في 2015، بنسبة انخفاض قدرها 40 %، حسب ما صرح وزير السياحة يحيى راشد للصحافة المحلية.
وجاء هذا التراجع بسبب توقف السياحة الروسية والبريطانية إلى مصر منذ سقوط طائرة روسية في سيناء في أكتوبر 2015.
وميزانية وزارة الآثار، المكلفة بإدارة المواقع الآثرية والتنقيب عن الاثار، تقوم في الأساس على إيراداتها من السياحة الوافدة لهذه المواقع.
في المقابل، قال الدكتور محمد مصطفى مدير إدارة الاثار الغارقة بوزارة الاثار، " طبعا نقص الموارد المالية يؤثر في إنجاز الاكتشافات الاثرية.. وإذا توافرت موارد مالية أكبر فسوف يؤدى ذلك الى اكتشافات أكثر".
وتابع في تصريح لـ((شينخوا))، إنه " حتى المواقع التي اُكتشفت بالفعل تتأثر بنقص الموارد المالية، لأن العمل بها بعد ذلك يتوقف بينما لو توافرت الموارد لتم تجهيز هذه المواقع وإعدادها للزيارة أمام السياح".
وأردف إنه " حينما يتم الاعلان عن اكتشاف عظيم لا يراه الناس لأن المواقع غير مجهزة".
وعلق على اكتشافات العام الماضي، بقوله إن " البعض قد يتصور أن عدد الاكتشافات كبير لكن المفروض أنه يكون أكبر"، قبل أن يستدرك " لكن احيي هذا العدد من الاكتشافات، لأنه تم بمجهود شخصي للآثريين المصريين رغم قلة الموارد".
واعتبر أن " محافظة أسوان عبارة عن بحيرة من الاثار.. كما أن مدينة أبيدوس بسوهاج يوجد بها آثريون على درجة عالية من الخبرة في الحفائر" لذلك اكتشفوا جبانة ومدينة سكنية.
وأوضح أنه على مصر أن توجه عدة رسائل للخارج من أجل استعادة السياحة، أولها " رسالة امنية بأنه لا يوجد بها مشاكل أمنية، ثانيا: رسالة بأنها دولة راسخة اقتصادية".
واستطرد " ثالثا: على المستوى السياسي أن تكون مصر دولة قوية، وبالتالي حين تحدث مشكلة على أراضيها لا يكون أول شئ تفعله الدول الاخرى وقف حركة السياحة الى مصر".
أما الدكتور ياسين زيدان أستاذ الترميم بجامعة سوهاج، فقال إن " مصر مازالت دولة بكر، وكل يوم يمكن أن نرى اكتشافات جديدة، هذه حقيقة مؤكدة، لكن الظروف لا تساعد على ذلك".
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، " يوجد تقصير في حق الآثار سواء التي تم اكتشافها أو التي تحتاج إلى ترميم، واعتقد هذا بسبب قلة السياحة" ما يؤدى إلى ضعف الايرادات.
وتابع إن " نقص الموارد المالية يؤثر بشكل كبير جدا على إنجاز الاكتشافات الاثرية وترميم الاثار"، وطالب " الحكومة بالتنازل عن ديون وزارة الاثار، واعتبارها وزارة سيادية لابد أن تأخذ دعما ماليا مثل وزارات اخرى".
وختم إن " أداء وزارة الآثار مقبول في ظل الامكانيات المتاحة والاعتمادات المالية الضعيفة".