الدوحة 15 فبراير 2017 /أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم (الأربعاء) أن هناك تفاهما مشتركا بين بلاده وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مقترح المناطق الآمنة في سوريا، في حين ما يزال النقاش جاريا مع روسيا في هذا الصدد.
وقال أوغلو، في تصريحات للصحفيين على هامش افتتاحه مستشفى تركيا في الدوحة، " لم يقل أحد أن هناك تفاهما متبادلا حول مناطق آمنة بين تركيا وروسيا... ما يزال هناك نقاش بين الجانبين حول هذا الموضوع".
وأضاف "لكن في المقابل يوجد تفاهم مشترك بين تركيا والإدارة الأمريكية الجديدة حول هذه الفكرة" للسماح بعودة اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق.
وأشار إلى أن في تركيا حاليا 3 ملايين لاجئ سوري يأملون بالعودة إلى بلادهم قريبا، بالتالي هناك حاجة لخلق الظروف الملائمة لمناطق آمنة من خلال تجهيز الخدمات الضرورية.
وقال إن " ايجاد مناطق آمنة في سوريا فكرة يجب أن يدعمها الجميع وعندما يتم إيجاد هذه المناطق نحتاج إلى بناء مساكن ومدارس ومرافق صحية وخدمات هناك من خلال صندوق تمويل يدعم هذه المشاريع حتى يعيش السوريون هناك بأمان"، موضحا أن بلاده تبحث مع دول الخليج إنشاء هذا الصندوق.
وجدد أوغلو التأكيد على أن بلاده تؤيد الحل السياسي للأزمة السورية وهذا الموقف " لا تدعمه تركيا فحسب بل دول مجلس التعاون الخليجي كذلك".
لكنه شدد على أن بلاده تؤمن أن هذا الحل لا يشمل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، مشيرا إلى أن الحل الأفضل هو تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يقرر فيها الشعب السوري من يقوده سواء كانت انتخابات برلمانية او حكومية.
وبالحديث عن محادثات استانا حول الأزمة السورية التي ستنطلق يوم غد (الخميس)، لفت أوغلو إلى أهمية هذه المحادثات وإلى أن أنقرة تشجع المعارضة السورية على المشاركة فيها، غير أنه أكد ضرورة استئناف محادثات جنيف في أقرب وقت لجني نتائج هذه المحادثات.
وذكر أن بلاده تبذل حاليا مزيدا من الجهود لاستئناف محادثات جنيف بغية الحصول على نتائج إيجابية، وأنه يقوم في هذا الإطار بمناقشة كل التطورات المتعلقة بالقضية السورية بصورة مستمرة مع نظرائه في المنطقة لا سيما قطر والسعودية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح في يناير الماضي بأنه "سوف يقيم بالتأكيد أماكن آمنة في سوريا" للاجئين السوريين.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة (أيه بي سي نيوز) "أعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسميا باستقبالها ملايين اللاجئين والسماح بدخولهم إلى ألمانيا ودول أخرى"، مضيفا " ما جرى هناك كان كارثة، ولا أريد حدوث ذلك هنا".
وردا على ذلك حذرت روسيا وسوريا من عواقب هذه الفكرة، ودعتا إلى ضمان موافقة السلطات السورية عليها.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف إنه في حال كان هدف واشنطن من فكرة المناطق الآمنة في سوريا هو تخفيف عبء استقبال اللاجئين على الدول المجاورة فهي مبادرة ممكنة التطبيق مع ضمان موافقة السلطات السورية عليها، بينما حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من أي محاولة لإقامة مناطق آمنة من دون التنسيق مع حكومة بلاده، معتبرا أنه عمل غير آمن ويشكل خرقا للسيادة السورية.