وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر يجتمعون بعد أسبوعين في تونس

تونس 15 فبراير 2017 /أعلن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده ستستضيف في الأول من مارس المُقبل إجتماعا لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر للتحضير لعقد قمة تجمع بين رؤساء الدول الثلاث تمهد لدعوة الأطراف الليبية للجلوس إلى طاولة الحوار.

وقال في حديث نشرته اليوم (الأربعاء) وكالة الأنباء الرسمية التونسية، إنه سيتم في هذا الإجتماع المُرتقب بحث نتائج الاتصالات التي أجرتها الدول الثلاث مع مختلف الأطراف الليبية، وبلورة تصور لتسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية على قاعدة المبادرة التي اطلقها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.

وأوضح أن أهداف مبادرة الرئيس السبسي تتمثل في 4 نقاط محورية وهي دفع الليبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والإيديولوجية إلى الحوار، ورفض أي توجه نحو حل عسكري من شأنه أن يؤجج الوضع في ليبيا، إلى جانب دفع الفرقاء الليبيين إلى تذليل الخلافات حول تنفيذ إتفاقية الصخيرات، ومواصلة دعم دور الأمم المتحدة كمظلة أساسية لأي حل سياسي في هذا البلد.

واعتبر أن من بين أسباب إطلاق هذه المبادرة، التداعيات السلبية والمباشرة للأزمة الليبية على تونس، لافتا إلى أن ليبيا كانت تمثل سنة 2010 ثاني شريك اقتصادي لتونس بعد الاتحاد الأوروبي، بحجم مبادلات تجاوز 2.5 مليار دولار، بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية التي طالت تونس نتيجة عدم استقرار الأوضاع في ليبيا، وانتشار الجماعات الإرهابية وإنهيار مؤسسات الدولة.

وشدد في هذا السياق، على حرص تونس على تشجيع الليبيين على انتهاج مبدأ الحوار للتوصل إلى حل سياسي يرضي كل الليبيين، وعلى أن بلاده تُبقي أبواب الحوار مفتوحة أمام جميع الفرقاء الليبيين باستثناء الضالعين في الإرهاب.

وأشار في هذا الصدد، إلى أنه تم توجيه دعوات إلى عدد من الفاعلين الليبيين لزيارة تونس بمن فيهم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، الذي وصفه بـ "الرجل الوطني الذي يمثل جزءا أساسيا وعنصرا مهما في أية معادلة لحل الأزمة الليبية"، وكذلك بممثلي مختلف القوى السياسية والتيارات في الغرب الليبي.

أما بخصوص تحركات رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي في إطار الملف الليبي، وزيارته إلى الجزائر، فقد شدد وزير الخارجية التونسي على أن السياسة الخارجية لتونس يصوغها رئيس الجمهورية وينفذها وزير الخارجية، "ولا وجود لما يسمى بالدبلوماسية الموازية".

واعتبر أن ما يقوم به الغنوشي "يتم وفق ما أكده في مناسبات عديدة، في إطار دعم الدبلوماسية الرسمية حول الأزمة الليبية".

وكان راشد الغنوشي قد قام خلال الأسبوع الماضي بتحركات إندرجت في سياق ما وصفه بوساطة بين الأطراف الليبية أثارت حفيظة واستياء العديد من القوى السياسية الفاعلة التي اتهمت الغنوشي بممارسة ديبلوماسية موازية.