عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بمدينة سوتشي جنوب روسيا في الفترة من 29-30 يناير الجاري، بحضور ممثلين عن الأكراد بسوريا، ومقاطعة المعارضة السورية الرئيسية.
وأشار محللون إلى أن مؤتمر سوتشي له آثار ايجابية على عملية السلام السورية، لكن لا يمكن أن تكون العملية السياسية في سورية متفائلة بسبب الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة والتدخل المتزايد للقوات الخارجية.
القضية الكردية تشد الانتباه
ألقت العملية العسكرية البرية "غصن الزيتون" التي شنها الجيش التركي في منطقة عفلين في شمال سوريا في 21 يناير الجاري بظلالها على مؤتمر سوتشي. بالإضافة الى ذلك، سيلفت الاكراد السوريين الذين يتوقع أن يشاركوا في مؤتمر سوتشي اهتماما كبيرا ايضا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية يوم 27 يناير أن الاكراد السوريون يحتلون مكانا في العملية السياسية في سوريا وسيحضر ممثلهم مؤتمر سوتشي. لكن، لم يتم حتى الآن الكشف عن هوية الممثلين الاكراد المشاركين في المحادثات.
وقال سون دي قانغ، نائب مدير معهد الدراسات الشرق اوسطية بجامعة شانغهاي للغات الاجنبية، أن حكومتي تركيا وسوريا طالما عارضتا أي مشاركة للأكراد السوريين في المحادثات السورية، لكن، لتجنب ميل الأكراد السوريين نحو الولايات المتحدة، قررت روسيا دعوتهم لمؤتمر الحوار الوطني وضمهم ضمن الاستراتيجية الخاصة.
آفاق ليست متفائلة
أشار محللون إلى أنه في ظل برنامج التحول السياسي المحدد، يصعب الوصول الى اتفاق بين مطالب الحكومة السورية والمعارضة، ومن الصعب أيضا التوفيق بين التناقضات بين الجانبين في تنحي بشار الاسد. كما من الصعب أن تكون العملية السياسية متفائلة، حيث تواجه حاليا ثلاث عقبات رئيسية على الاقل: ـ
أولا، استمرار النزاع المسلح على نطاق الأراضي السورية. ويعتقد سون دي قانغ أن روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران يدعمون على التوالي القوات الحكومية السورية، قوات سوريا الديمقراطية، الجيش السوري الحر، وحزب الله، وأن الصراع بالوكالة سيبقى سوريا في وضع التجزؤ والانفصال.
ثانيا، الأحزاب السورية غير مستعدة للتوصل الى حل توافقي. حيث تراجعت رغبة الحكومة السورية في التوصل الى حل وسط مع توسع تفوق القوات المسلحة السورية في ساحة المعركة. أما المعارضة، فتصر على موقعها الصعب على الرغم من تراجع قوتها في ساحة المعركة، ما أدى الى توقف محادثات السلام في الماضي. وبالإضافة الى ذلك، فإن عدم وجود قيادة موحدة داخل قوات المعارضة السورية زاد من صعوبة السير السلس لمحادثات السلام.
أخيرا، زيادة تدخل الأطراف الخارجية. فقدت القوات الخارجية هدفها المشترك في محاربة الإرهاب بعد القضاء على تنظيم " الدولة الإسلامية". وعززت الجغرافيا السياسية اللعبة في سوريا. كما تمارس بعض البلدان درجات مختلفة من التأثير على أطراف محادثات السلام وحتى على عملية السلام لما يخدم مصالحها الخاصة.