مقابلة: المساعدات الصينية تساعد في تغيير حياة عامل بناء من فيجي

قال عامل بناء من فيجي "إن مساعدات الصين قد ساعدتنا في تنمية اقتصادنا، وساعدتني أيضا في تغيير حياتي".

وفي مكان عمله بالمكتب رقم 14 للشركة الصينية المحدودة لبناء السكك الحديدية، في العاصمة الفيجية سوفا، قال إينيسي واكاتابيلالي (25 عاما) لوكالة ((شينخوا)) إن الصين قد قامت بعمل رائع من خلال تقديم الكثير من المساعدات لهذه الدولة الجزيرة الواقعة جنوب المحيط الهادي، والتي يقطنها سكان يقدر عددهم بأكثر من 880 ألف نسمة.

وأضاف إينيسي أن "بلدينا صديقان جيدان، والفيجيون والصينيون مثل الإخوة والأخوات. لقد حققت الصين منجزات عظيمة خلال السنوات الأخيرة، ولكن الأكثر أهمية هو أن الصين تبقى دوما حريصة على مساعدة الدول النامية الأخرى ، مثل فيجي."

وأوضح "مستقبلي تغير بعد أن بدأت العمل مع المكتب رقم 14 للشركة الصينية المحدودة لبناء السكك الحديدية، قبل 18 شهرا. حاليا، أنا فخور بأن أقول إنني عامل ماهر. لقد تعلمت الكثير من زملائي الصينيين."

هذا الشاب هو أب لطفلين، ولم يكمل في تعليمه سوى الإعدادية ، وكان يعمل في قارب صيد لعدة سنوات. وأضحى مستقبله مختلفا فعلا بعد أن بدأ العمل مع الشركة الصينية التي بنت جسرين كبيرين في فيجي، يعتبران علامة بارزة في مشاريع المساعدات الصينية لهذا البلد، وبلغت قيمتهما الإجمالية 30 مليون دولار فيجي (نحو 14.8 مليون دولار أمريكي)، مموّلة من الصين.

وباعتباره أحد العمال المحظوظين، يشعر إينيسي أيضا بالفخر والشرف لأنه تمكن من حضور مراسم افتتاح الجسرين المذكورين أعلاه ، بحضور ضيفي الشرف وهما رئيس وزراء فيجي، فوريك باينيمارما، والقائم بالأعمال الصيني قو يو. هذا الشاب لم يتعلم مهارات قطع ولحم أنابيب الفولاذ فحسب، بل حظي بترقية وأصبح قائد فريق عمل.

وقال بفخر واعتزاز ولطف "لن أنسى الأيام التي عملت فيها للشركة الصينية، ولم أكن أعرف شيئا عن مكائن البناء والإنشاء مثل الرافعة الشوكية، ولكن الآن أستطيع قيادتها بسهولة. ولم أكن أعرف كيفية التعامل مع الفولاذ وحني أنابيبه، ولكن الآن أقوم بهذه الأعمال بصورة جيدة جدا."

وأضاف "زملائي الصينيون، المجدون في عملهم، ساعدوني كثيرا جسديا ومعنويا، وعلموني كيف استخدم مكائن البناء، وكذلك عدم الإسراف بإنفاق النقود، لأنني صاحب عائلة مكونة من زوجتي وطفلين محبوبين."

وبفضل ذكائه وجديته وموهبته لتعلم اللغة، يستطيع إينيسي الحديث مع زملائه الصينيين باللغة الصينية. وفي بعض الأحيان ، يعمل في الحقيقة، كمترجم ومنسق، لأنه سعيد بمساعدة الآخرين ، ولكونه يعرف عدة لغات هي لغته الأم والصينية والانجليزية.

قال هذا الشاب لـ((شينخوا)) بابتسامة عريضة على وجهه "أنا أحب زملائي الصينيين. لدينا علاقة طيبة مثل الإخوة والأخوات ، ونحن نعمل معا، نساعد بعضنا بعضا ونتعلم من بعضنا البعض."

ومثل رئيس وزراء فيجي باينيمارما، الذي أشاد بالصين باعتبارها شريكا ثابتا موثوقا به في تنمية فيجي، يعتقد إينيسي أيضا أن الصين تساعد فيجي من أجل مستقبل أفضل، من خلال توفير المنح والقروض.

وأعرب هذا الشاب عن أمنيته بأن يزور الصين مع عائلته، إذا سمحت الظروف.

وقال بإخلاص "أود اغتنام مثل هذه الفرصة لأقول شكرا جزيلا بلغتي الأم وباللغة الصينية، للصين وللشركة الصينية التي بنت لبلدي الكثير، وساعدتني أنا شخصيا."

إن الصين وفيجي ليستا صديقين حميمين في السراء والضراء فحسب، بل شريكان جيدان في تعاون المنفعة المزدوجة. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1975، شهدت علاقاتهما الثنائية تطورا سريعا ومستقرا، وحققت نتائج مثمرة في مختلف المجالات.

وأقام البلدان شراكة إستراتيجية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة. وحتى الآن ، ساعدت الصين فيجي في 17 مشروع دعم ، و 11 مشروع دعم تقني، و4 مشاريع قروض ميسرة تفضيلية، و27 مشروع مساعدة مادية، والكثير من مشاريع الدعم الأخرى . والصين حاليا هي ثالث أكبر شريك تجاري لفيجي، والمصدر الأكبر للاستثمارات الخارجية المباشرة في فيجي، والسوق الأسرع نموا للسياحة في هذا البلد.

وهناك اعتقاد راسخ بأن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين، توفر منصة جديدة للبلدين لتعزيز تعاونهما الثنائي. وسيسهم التعاون الأوثق بينهما في تمكينهما من الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة لخدمة التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة أبناء الشعب.