مقالة : تعريفات ترامب الجمركية المفروضة على الصين تفرض مخاوف على دوائر الزراعة الأمريكية

دينفير، الولايات المتحدة 28 مارس 2018 / من قلب أمريكا إلى كاليفورنيا الساحلية، وحتى الجنوب العميق المشبع بالرطوبة، عبر محافظون وليبراليون معا، عن قلقهم ومخاوفهم إزاء الإساليب التجارية المتصلبة التى اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا.

وقال اندرو جيروم، من الاتحاد الوطني للمزارعين الذى يمثل أكثر من 200 الف مزرعة عائلية في أنحاء البلاد تنتشر في 33 ولاية "كلنا في قلق جماعي".

لقد دعم أعضاء الاتحاد موقف ترامب التجاري المتمثل في "أمريكا أولا" خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016، وكانوا يأملون في أن الرئيس الجديد قد يساعد في دفع هذا القطاع للتعافي من ترنح وانخفاض بالعوائد على مدى ربع قرن.

ولكنهم كانوا مخطئين.

أصوات معارضة

قال جون كى. هانسين، رئيس اتحاد مزارعي نيبراسكا، الذى يمثل أكثر من 4 آلاف مزرعة عائلية في منطقة الغرب الأوسط الواسعة "إن (ترامب) ليست لديه سياسة تجارية منضبطة، عميقة التفكير أو متناسقة".

وقال هانسن، الذى عمل مستشارا تجاريا لإدارات كلينتون وجورج دبليو بوش وأوباما، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الطريقة الذى يتبعها (ترامب) لتصحيح خلل الميزان التجاري مع الصين، مؤسفة".

ورغم التحذيرات القوية من مجموعات الأعمال وخبراء التجارة، وقع ترامب مذكرة في الأسبوع الماضى يمكن أن يفرض بموجبها تعريفات جمركية تصل إلى 60 مليار دولار أمريكي على الواردات من الصين ويضع قيودا على الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.

واعتبرت وزارة التجارة الصينية هذه الاجراءات "سابقة سيئة للغاية"، وأصدرت تحذيرا في اليوم التالي، قائلة إن اجراء مثل هذا سيضر "بمصالح الصين والولايات المتحدة والعالم بأسره".

كما أعلنت الوزارة أيضا خطة لفرض ضرائب متبادلة على منتجات أمريكية مستوردة تبلغ قيمتها حوالى 3 مليار دولار أمريكي لمواجهة الخسائر الناجمة عن الضرائب والقيود الأمريكية على واردات الصلب من الصين، والتي وقعها ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري.

وتستهدف الاجراءات ، أو تعليق الامتيازات الجمركية، 128 منتجا أمريكيا، منها لحم الخنزير والنبيذ وأنابيب الفولاذ غير الملحومة.

وتسببت التعريفات الجمركية التي اقترح ترامب فرضها على واردات الفولاذ بنسبة 25 في المائة وعلى الالومنيوم بنسبة 10 في المائة، تسببت بانخفاض الأسهم ، ومعارضة من الحلفاء الاقتصاديين لأمريكا ، ودفعت المزارعين الأمريكيين للنظر إلى السماء طالبين المساعدة.

وقال هانسن "على الأقل ، كانت إدارات كلينتون وأوباما وبوش، متناغمة وعملت بصوت موحد"، و"ذلك معاكس لهذه الإدارة".

وفي معارضة لخطة الرئيس، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري، بن ساسي، لصحيفة ((وارلد-هيرالد)) المحافظة، في الأسبوع الماضي إن"رسالتى حول الحروب التجارية، بسيطة. وهي أن هذا سيضر بسكان نيبراسكا، وسيضر بالمزارعين ومربي الماشية وسيقتل فرص العمل."

وتعد نيبراسكا، الملقبة بـ "ولاية عرانيس الذرة"، إحدى أكبر 4 ولايات أمريكية في الانتاج الزراعي ، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية.

وقال جيرو، الذى اعتبر اجراءات ترامب التجارية قيد التنفيذ أمرا "خطيرا"، "إن المزارعين العائليين ومربي الماشية هم دائما من أوائل من يتعرضون للضرر من الضرائب الثأرية أو الانتقامية. وبالنسبة للقضية مع الصين، فمن المحتمل أن تكون أسواق الصادرات الكبيرة أول ضحية لذلك".

ورغم أن كلا الحزبين السياسيين قد صاحا بـ"لا"، لكن المسؤولين في البيت الأبيض دافعوا بحزم عن الخطة المتهورة قائلين إنها ستدخل حيز التنفيذ في الأسبوع الجاري.

التصدى للصدمة

لقد وصف جيروم السياسة التجارية للرئيس الـ45 للولايات المتحدة بأنها مثل "ثور في محل خزف صيني"، قائلا "لا أعتقد أن ترامب كان سيطرح هذه التعريفات الجمركية المقترحة، لو كان يعرف ما قد تفعله الصين من رد انتقامي".

وقال جيروم لـ((شينخوا)) إن قطاعهم في الجبهة الأمامية للضربة الانتقامية ، والضربة الأشد ستكون على قطاعات الحبوب والنبيذ والخضروات ولحم الخنزير.

ونظرا لكون ولاية كارولينا الشمالية على الساحل الشرقي، هي ثانى أكبر منتج للحم الخنزير، وتحصد أعنابا لانتاج النبيذ أكثر من باقى عموم البلاد ، فقد تشكل الرسوم الانتقامية المقترحة من الصين، صدمة للمزارعين من الساحل إلى الساحل.

وقال غلين نيمهاوسير، وهو رجل أعمال من كاليفورنيا "إن الزراعة هى أساس الولايات المتحدة تاريخيا، وفي أوقات الاستعمار ، كان 90 في المائة من عموم الأمريكيين مزارعين".

غير أن دخل المزارعين لم يواكب تكاليف الحياة ويقارن بمستويات الدخل في عام 1973، منذ اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، المثيرة للجدل عام 1994، وفقا لهانسن.

وأضاف هانسن "العائلة العادية للمزارعين ، لا تحصل على المال الكافي لدعم العائلة نفسها".

وأكد "نحن منتجون على هذه الأرض ، ونخلق فرص عمل، ونخلق ثروة جديدة. ولكننا غير سعداء الآن ."

إن قطاع الصناعة الزراعية ،الذى تبلغ قيمته 45 مليار دولار أمريكي في كاليفورنيا، ويضم المكسرات ومنتجات الألبان ، والفواكه، واعلاف الماشية، والنبيذ، سيتعرض للضربة الأشد بشكل عام بفعل الرسوم الثأرية أو الانتقامية المحتملة.

وقال غلين نيمهاوسير، رجل الأعمال في سان فرنسيسكو"إن كاليفورنيا قد أصبحت ولاية رئيسية لانتاج الأرز، الذى نصدره إلى الصين ودول آسيوية أخرى. وقد يوقفون ذلك أيضا".