غزة 4 مايو 2018 / أصيب أكثر من ألف فلسطيني بجروح وحالات اختناق اليوم في الجمعة السادسة من مواجهات "مسيرات العودة" في المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل.
وهذه أول جمعة لا يسقط فيها قتلى فلسطينيون حتى مساء اليوم منذ بدء مسيرات العودة الشعبية في 30 من مارس الماضي، التي تقوم عليها لجنة تنسيقية تضم فصائل وجهات حقوقية وأهلية فلسطينية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان ، إصابة 1143 فلسطينيا في مواجهات الجمعة مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة.
وأوضح القدرة أن من بين إجمالي المصابين 83 بالرصاص الحي بينهم ثلاثة بحالة خطيرة، و149 طفلا وسيدة و8 من الأطقم الطبية والصحفيين.
وناشد القدرة المؤسسات الدولية والإغاثية توفير الدعم الفوري والمباشر للمستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة بسبب نقص الأدوية ولوازم الطوارئ التي أوشكت على النفاد جراء تدفق مئات الاصابات من شرق قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن مصورا تلفزيونيا أصيب بعيار ناري في الكتف خلال تغطيته أحداث المواجهات.
وتحدث الشهود عن إسقاط شبان من المتظاهرين طائرتي تصوير إسرائيليتين، فيما لم يعقب الجيش الإسرائيلي على ذلك.
ووسط أعمدة دخان كثيف منبعث من حرق إطارات سيارات، تجمع مئات المتظاهرين شرق مدينة غزة، فيما رشق الشبان بالحجارة القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الحدودي.
وبدأت المواجهات عقب تأدية صلاة الجمعة في خيام الاعتصام المقامة على بعد مئات الأمتار من السياج الحدودي.
وشرع شبان بقص أجزاء من السلك الشائك الذي وضعته القوات الإسرائيلية لمنع تقدم المتظاهرين شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأطلق شبان طائرات ورقية مذيلة بفتائل مشتعلة في الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وذكر شهود أن حرائق اندلعت في حقول زراعية في الجانب الإسرائيلي من الحدود بفعل الطائرات الورقية.
وكان موقع (مفزاك) العبري ذكر أن الطائرات الورقية المحملة بالمواد الحارقة تسببت باندلاع النار في نحو 350 دونماً قرب الحدود مع قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة.
وأحرق عشرات المتظاهرين غرفا ومعدات في معبر (كرم أبو سالم/كيروم شالوم) التجاري الخاضع للسيطرة الإسرائيلية أقصى جنوب شرق قطاع غزة.
وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي أن "مشاغبين فلسطينيين حرقوا وخربوا غرفا" في المعبر المذكور.
وأقام متظاهرون سواتر ترابية متقدمة بغرض توفير المزيد من الحماية للمتظاهرين والاحتماء بهاء عندما يتم إطلاق النار من قبل الجيش الاسرائيلي الذي نادى عبر مكبرات صوت ضخمة باللغة العربية لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود.
وأكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان للصحفيين شرق غزة، استمرار تظاهرات مسيرات العودة وتصاعدها في المرحلة المقبلة.
وقال رضوان "ماضون في مسيرات العودة وكسر الحصار الإسرائيلي، والاحتلال ليس له إلا أن يرحل عن أرضنا ويعيد حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه سيتم تنظيم أكبر حشد شعبي في مسيرات 15 مايو الجاري في ذكرى (النكبة) وهو "يوم مفصلي سيكون محطة مهمة في الصراع مع الاحتلال.
من جهته قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر خلال كلمة للمتظاهرين شرق مدينة غزة ان مسيرات العودة مستمرة بعد 15 مايو وحتى فك الحصار وعودة اللاجئين الى قراهم ومدنهم.
وثمن بحر "الحراك الجماهيري الفعال والمستمر منذ ما يزيد على الشهر" وقال ان "استمرار هذه الفعاليات وتصاعدها يؤكد ايمان الشعب الفلسطيني بحقه في العودة وتقرير المصير.
واعتبر بحر أن "غطرسة الاحتلال الإسرائيلي واستخدامه القوة المفرطة المخالفة للقوانين الدولية والإنسانية جاء بدعم امريكي لتلك الجرائم.
ونشر الجيش الإسرائيلي المزيد من قواته ووضع قوات إضافية في حالة تأهب لاستدعائها إذا دعت الضرورة على الحدود بحسب متحدث عسكري.
وأطلقت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة اسم "جمعة عمال فلسطين" على الجمعة السادسة من المواجهات.
وقالت اللجنة في بيان لها إن "اختيار اسم جمعة عمال فلسطين يحمل رسالة تقدير لهذه الشريحة التي لها باع كبير في مسيرة البناء والنهضة والنضال الفلسطيني".
وقتل 45 فلسطينيا غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي وأصيب أكثر من سبعة ألاف آخرين خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء مسيرات العودة.
وسبق أن نددت الأمم المتحدة باستخدام إسرائيل القوة المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبت بإجراء تحقيقات في تلك الحوادث.
وتقول إسرائيل إن التظاهرات قرب الحدود مع الفلسطينيين في غزة تمس بسيادتها وتصفها بأعمال شغب.
وتتهم اسرائيل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع بالقوة منذ منتصف عام 2007 بالوقوف خلف المسيرات والتظاهرات لارتكاب اعمال عنف.
ومن المتوقع أن تستمر حركة الاحتجاج التي أطلق عليها اسم "مسيرة العودة" حتى ذكرى (النكبة) منتصف هذا الشهر للمطالبة بـ"حق العودة" للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا أو طردوا من أراضيهم أو غادروها خلال الحرب التي تلت إعلان قيام إسرائيل في 14 مايو 1948.
وبهذا الصدد دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم الى التحضير لمليونية العودة يوم 14 مايو الجاري وأطلقت على الجمعة المقبلة "النذير".
وقال بيان صادر عن الهيئة إن "مليونية العودة ستوجه رسالة قوية إلى (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب وغيره أن صفقة القرن لن تمر، بل ستدوسها أقدام العائدين بالملايين إلى أرض الوطن المغصوب".
وحث البيان الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم على "استنفار طاقاتهم وعشقهم للقدس وللأقصى لمساندة الشعب الفلسطيني في مسيرته المليونية لتحقيق أهدافه وعلى رأسها تحرير الأرض والمقدسات".