بروكسل 8 سبتمبر 2018/قال تشانغ مينغ، رئيس بعثة جمهورية الصين الشعبية لدى الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، إن الصفة الأبرز للتعاون الصيني الأفريقي هي الإخلاص والمساواة. وإن الصين وأفريقيا يرتبطان بشكل وثيق بتجربتهما التاريخية المتماثلة، وتطلعاتهما المشتركة للمستقبل، والتزامهما المشترك لتحقيق التقدم معا.
وفي مقال موقع نشر على الصحيفة المحلية ((يوروبيا ستنغ))، تطرق تشانغ إلى منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك FOCAC) الذي اختتم للتو في العاصمة الصينية بكين، هذا الأسبوع.
وقال إن الصين ستطلق، بالتعاون مع الشركاء الأفارقة، 8 مبادرات خلال السنوات الثلاث المقبلة. ومن أجل ضمان أن تطبق هذه المبادرات بصورة جيدة على أرض الواقع، ستقدم الصين 60 مليار دولار أمريكي كتمويل لأفريقيا، إضافة إلى استثمارات وتمويلات من مؤسسات وشركات مالية.
وأوضح السفير تشانغ، الذي عمل أيضا مساعدا لوزير الخارجية الصيني للشؤون الأفريقية للفترة من 2013-2017، أن "الصين تأمل بإخلاص أن تحقق أفريقيا المزيد من التقدم وأن يتمتع شعبها بحياة أفضل. ودائما ما تضع الصين في صلب اهتمامها عوامل القلق والأولويات لافريقيا، وتعمل باستمرار على تعزيز التعاون مع أفريقيا على قدم المساواة، مع الأخذ بالاعتبار إسهامها لتحقيق التنمية لهذه الأرض المعطاء."
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش مؤخرا بالتعاون الصيني-الأفريقي، لدوره النموذجي في تعاون الجنوب-الجنوب "الذي يقدم إسهامات عظيمة للسلام والتنمية في العالم، ويظهر أهمية كبيرة."
لقد حقق التعاون الصيني الأفريقي نتائج ملموسة. على سبيل المثال، وخلال العقود الأربعة الماضية منذ إتمام خط سكك الحديد بين تنزانيا وزامبيا، ساعدت الصين وظلت تساعد في بناء 6200 كم من خطوط السكك الحديدية في أفريقيا عبر المساعدات والاستثمارات والدعم المالي بمختلف الأنواع.
ويعتبر خط السكك الحديدية بين مومباسا ونايروبي في كينيا، نموذجا حيا في هذا المجال. وخلال العام الماضي منذ افتتاحه، تسير القطارات على طول هذا الخط، وتحقق 95% من معدل العمل والفعالية والفائدة.
هذا الخط الذي يحظى بإشادة المحليين ويعتبرونه "طريق الرخاء"، قد ساهم في تقليل كلفة الشحن بـ80%، ودفع إجمالي الناتج المحلي الكيني بنحو 1.5%. وتظهر أرقام رسمية أنه حقق 50 ألف فرصة عمل للمحليين، وساعد في تدريب 1000 كادر فني محلي في مجال النقل.
وفي تعليقه على بعض الأصوات المشككة وحتى المتهِمة في أوروبا، ضد التعاون الصيني-الأفريقي، قال تشانغ إن الوسيلة الأفضل لمعالجة سوء الفهم هذا هو الاستماع لما يقوله الأفارقة أنفسهم، أو أن يتوجه المرء شخصيا إلى القارة الأفريقية لرؤية ما تفعله الصين فعلا على أرض الواقع.
قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، خلال كلمة له في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي(فوكاك) إنه "من خلال القيم التي يعمل عليها، والطريقة التي يعمل بها وأثره الواضح على الدول الأفريقية، بإمكان المنتدى(فوكاك) أن يدحض ما يزعم من وجود استعمار جديد في أفريقيا."
أما الرئيس الرواندي باول كاغامي، فقال "إن العلاقات بين أفريقيا والصين تستند على المساواة والاحترام المتبادل والالتزام بتحقيق الرخاء المشترك. اليوم، نما منتدى(فوكاك) ليكون محركا قويا للتعاون، بما يتماشى تماما مع أجندة التنمية الأفريقية لعام 2063، وأهداف التنمية المستدامة."
ويرى رئيس الاتحاد الأفريقي أن ما يسمى "فخ الديون" هو قصة مفبركة، ومحاولة لتقويض العلاقات بين الصين وأفريقيا.
وقال السفير تشانغ أيضا "نحن سعداء لرؤية العديد من الدول تراجع سياساتها تجاه أفريقيا، وتزيد من إسهاماتها لتحقيق المنفعة المتبادلة. وبالنسبة للدول الأفريقية، هذا تطور مرحب به فعلا."
ومضى يقول في مقاله "فقط عندما تتحسن الأحوال في أفريقيا، يمكن أن يصبح العالم أفضل، وفقط عندما تصبح أفريقيا أكثر قوة، يمكن للعالم كله أن يصبح أكثر سلاما ورخاء واستقرارا. وهذه النقطة بالذات ينبغي أن تجد صداها في أوروبا، بسبب تقاربها الجغرافي وعلاقاتها التقليدية مع أفريقيا."
وأكد على "أن الصين مستعدة لبذل الجهود المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لاستكشاف المزيد من طرق الحوار والتعاون في العلاقات مع أفريقيا. إن تعاوننا مع أفريقيا يهدف إلى تحقيق المنفعة لكافة الأطراف، ويسهم في دفع السلام والتنمية في أفريقيا."