الأرقام مذهلة بين عام 1978وعام 2017م، والآن على مشارف العام الجديد 2019م، حيث المقارنة أشبه بالمعجزات التي تحقّقت خلال أربعين عاماً. وللتاريخ، أن ما أنجزته الصين قد لاتنجزه دولٌ أُخرى بقرن أو قرون من الزمان.
في استعراض بسيط سنلاحظ بأن هناك ما يُذهل، حيث أن الناتج المحلي الصيني إرتفع بمعدل ٣٣مرة، وأصبح نصيب الفرد من الناتج المحلي أكثر من٢٢ مرة عما كان عليه عام ١٩٧٨، وأضحى معدل النمو السنوي٨٪، وهو رقم جيد قياساً لاقتصاديات الدول المتقدمة، وهذا بدوره انعكس على انحسار عدد “الفقراء” في الصين، وتمكّن المواطن الصيني بالحصول على احتياجاته بشكل ميسور. ولو عدنا الى الوراء، لرأينا أن عدد الفقراء إنحسر من٧٧٠ مليون إلى١٠ ملايين عام٢٠١٧، ومن المؤمل القضاء على “الفقر” بحدود عام ٢٠٢٠، حيث كانت معركة القضاء على الفقر، المعركة الأصعب التي واجهت وتواجة القيادة في الصين، مع فرض سلطة القانون ومكافحة الفساد.
والقضاء على “الفقر” ليس مُنجزاً اقتصادياً فحسب، بل هو مُنجز إنساني يُعزّز كرامة الانسان، بناء على توجيهات الأمين العام والرئيس العظيم حقاً شي جين بينغ بالدرجة الاولى، ونتاج مقررات المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، إذ غدا كل ذلك نبراس عمل للقيادات الحزبية في عموم البلاد، وبالأخص تلكم التحليلات العلمية للأمين العام، التي عرضها وبسطها أمام شعبه أثناء زياراته الى مختلف المقاطعات الصينية وبخاصة القصية منها.
القرار الصائب والجريء الذي اتخذته القيادة الصينية، هو العمل بالاتجاه المزدوج، بدلاً عن الاتجاه الواحد، وبناء علاقة قوية ما بين ثنائية الإصلاح والإنفتاح، وهي علاقة اثبتت الوقائع انها ترفد بعضها البعض وبقوة، وصولاً الى الهدف الذي وضعته القيادة الحزبية الذكية.
الصين اليوم هي الشريك الاقتصادي العالمي الرئيس والأهم لغالبية إقتصادات العالم العملاقة، سواءً في آسيا، أو أُوروبا، أو أمريكا الشمالية أو الجنوبية.
وتكلّلت هذه النجاحات الاقتصادية الصينية بإطلاق مبادرة الحزام والطريق “مِن فِيهِ” الرئيس شي جين بينغ، وصولاً الى نمو إقتصادي عالمي، يَعم بالفائدة على أغلب شعوب العالم، واليوم هناك أكثر من مائة منظمة ودولة مشتركة في هذه المبادرة الاقتصادية العملاقة. وهذه الانجازات الصينية بُنيت في أقل من خمس سنوات، حيث وفّرت أكثر من ٢٢مليون فرصة عمل، ومبلغ تجاوز ١٤ملياردولار، على شكل استثمارات في مختلف دول العالم، وقيام الشركات الصينية بالعمل في مختلف المجالات، ضمن مبادرة الحزام والطريق، من خلال ٥٩شركة صينية في شتى دول العالم.
القيادة الصينية تعمل جاهدة من أجل تحرير التجارة العالمية، ونبذ السياسة الحمائية التي تمارسها الإدارة الامريكية، والغرض من هذا العداء الامريكي لتحرير التجارة العالمية، هو تقويض الاقتصاد العالمي، وكلنا نتذكر الخطوة الاولى للشروع بالاصلاح والانفتاح، عندما عُقدت الجلسة الثالثة للمؤتمر الحادي عشر للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في ديسمبر ١٩٧٨، وبين ذلك التاريخ واليوم، تحققت إنجازات هائلة وعظيمة في كل المجالات الصناعية، والاقتصادية، والعلمية، والاجتماعية، والتي أصبحت محط انظار العالم بأجمعه.
ومن المُلاحظ، أن هذا التقدم الصناعي لم ينحصر في المدن الصناعية في الصين فقط، وأنما في المناطق الريفية من الصين أيضاً، حيث تقدمت الزراعة مع الصناعة على حد سواء وبشكل متوازٍ، وفق ماخططت إليه القيادة الصينية في تحقيق البناء الاقتصادي، والبناء السياسي، والثقافي، والاجتماعي، وبناء الحضارة الأيكلوجية، وصولاً الى مجتمع يَحيا حياة رغيدة على نحو شامل، حيث أن سياسة الاصلاح والانفتاح، أصبحت اليوم شاملة وعميقة متلازمة مع التخطيط والبرمجة للسنوات القادمة، بشكل علمي دقيق مدروس، وبات قرار القيادة الصينية ثابت ومُدقّق من أجل إحراز التسارع الى الأمام، دون التوقف ولو خطوة واحدة، وهذا مأ اكده الأمين والرئيس الرفيق شي جين بينغ في كل المحافل والاجتماعات، واثناء زياراته الى كل أنحاء البلاد ومقاطعاتها.