بروكسل 20 مارس 2019 /قال السفير تشانغ مينغ، رئيس بعثة الصين لدي الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، إن الصين والاتحاد الأوربي يعرفان كيفية السيطرة على الخلافات وتسوية المشاكل بينهما وبالتالي تطوير علاقاتهما بشكل صحي.
جاء ذلك في ندوة عقدتها منظمة "أصدقاء أوروبا" في بروكسل عشية قمة أوروبية ستتناول قضايا من بينها الاتصالات مع الصين، حضرها أيضا جانر وييغاند، المدير الإداري لأسيا والمحيط الهادئ بدائرة العمل الخارجي الأوروبي، والعشرات من الخبراء والمراقبين.
وأعرب السفير الصيني عن اعتقاده بأن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لم تطرأ عليها تغييرات جوهرية، وبالتالي يمكن تصحيحها والمضي قدما بها، لمواصلة المساعدة في تحقيق الاستقرار في العالم.
واستند اعتقاد تشانغ إلى التأكيد الجديد على الشراكة الاستراتيجية الشاملة من قبل عضو مجلس الدولة الصيني وزير الخارجية وانغ يي، الذي قام بزيارة للاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وممثلة الاتحاد العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني.
وطرحت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي اقتراحا من 10 نقاط يعرف الصين كشريك تعاون ومنافس اقتصادي وخصم منهجي. ومن المقرر أن يناقش فحوى الاقتراح بين قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
وقال تشانغ: "حتما هناك منافسة بيننا ولن نتملص من ذلك". واعترف بأن المنافسة "ليست أمرا سيئا". وذكر أن "المنافسة والتعاون وجهان لعملة واحدة. المنافسة ليست أن تخسر أنت وأنا أفوز والفائز يأخذ كل شيء".
وفي الوقت نفسه، قال تشانغ إن الصين والاتحاد الأوروبي في ضوء تبنيهما لأنظمة سياسية مختلفة لا يتعين بالضرورة أن يصبحا خصمين.
ومن جانبه، قال وييغاند إنه لا يتفق كثيرا مع تشانغ حول التعريف الذي يقول إن الاتحاد الأوروبي والصين شريكين استراتيجيين شاملين، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لن يصبح الولايات المتحدة.
وقال: "هناك نقاش عام في العديد من دولنا الأعضاء. هناك درجة كبيرة أو أعلى من الواقعية أو الإخلاص عند مناقشة علاقاتنا مع الصين".
وتابع: "ليست مجرد أمال أو تقييمات ساذجة. إنها تجربة تمتد لسنوات عديدة من العمل معا وأكثر وعيا بكثير بشأن مدي ما نعنيه لبعضنا البعض".
وحول الاقتراح الذي سيناقش في قمة الاتحاد الأوروبي، قال وييغاند إنه مساهمة في النقاش والسؤال هو ما إذا كان سيتم تأييد بعض المفاهيم من حيث المبدأ، مستدركا لمراسلي وكالة ((شينخوا))" لكن هذا ليس قرارا رسميا".
وأكد وييغاند:"هذا ليس اتجاه للمواجهة، هذا ليس اتجاه للاحتواء. هذا اتجاه للتعاون والعمل معا لحل خلافاتنا".
واستعرض تشانغ وييغاند الحجم الهائل للتجارة والاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي. ويظل الاتحاد الأوروبي منذ 15 عاما الشريك التجاري الأول للصين، فيما تعد الصين ثاني أكبر شريك للاتحاد الأوروبي.
كما رد تشانغ على المخاوف الأوروبية من المنافسة غير العادلة المزعومة مع الصين.
ولتبديد القلق إزاء الاستثمارات الصينية، أشار تشانغ إلى أن الاستثمارات الصينية تمثل أقل من 0.5 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية في أوروبا، وتقل بكثير عن الاستثمارات الأمريكية التي تمثل 15 بالمئة.
في الوقت نفسه، زادت الشركات الأوروبية استثماراتها بسرعة في الصين. وفي العام الماضي نمت استثمارات الاتحاد الأوروبي في الصين بأكثر من 22 بالمئة، مع نمو الاستثمارات البريطانية والألمانية بنسبة 150 بالمئة و79 بالمئة على الترتيب، حسبما قال.
وحول الوصول إلى الأسواق في الصين، جدد تشانغ التزام الصين بسياسة الانفتاح. كما أعرب عن توقعه بأن لا يدفع الاتحاد الأوروبي من أجل توسيع الوصول إلى السوق الصينية بينما يغلق أبوابه تدريجيا.
وحول المعاملة بالمثل، ذكر تشانغ أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في الصين لا يتجاوز ربع نظيره في الاتحاد الأوروبي. كما أن التصنيع الصيني أبعد ما يكون عن الاكتمال. وقال إنه "ليس من المعقول" مساواة 40 عاما من التنمية بـ 260 عاما من التصنيع.