المنامة 3 فبراير 2020 (شينخوا) تعتبر "مدينة التنين" الواقعة في محافظة المحرق شمال البحرين سوقا للتقارب التجاري والثقافي بين المملكة والصين.
فمنذ تأسيسها في عام 2015 في "ديار المحرق"، أحد المشاريع الإسكانية الجديدة في البحرين، عكفت مدينة التنين على تعزيز التقارب البحريني الصيني بصور عديدة ومختلفة.
ومن بين هذه الصور شعور زوار مدينة التنين بالتواجد في قلب الصين من خلال المعمار الصيني المميز والتواجد الكثيف للتجار والعاملين الصينيين.
كما يعد التعامل اليومي بين التجار المحليين والصينيين والزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة والدول المجاورة جزءا من مساعي المدينة لتحقيق التقارب بين الثقافة البحرينية والصينية.
وهو ما يؤكده رحال الرفاعي، وهو أحد التجار البحرينيين في مدينة التنين.
ويقول الرفاعي لوكالة أنباء ((شينخوا)) : "إنها تجربة فريدة بالنسبة لي، فبيئة العمل تتسم بالاحترام المتبادل بين التجار المحليين ونظرائهم الصينيين، وهو ما انعكس إيجابيا على جذب الزوار للمدينة من البحرين والدول المجاورة".
ويعرب التاجر البحريني عن سعادته بالعمل في أجواء تعكس الثقافة الصينية.
ويعتبر الرفاعي متجره في مدينة التنين أهم فرع من فروعه المنتشرة في البحرين.
ويعزو ذلك للإقبال الكبير على مدينة التنين بسبب اختلاف البضائع المطروحة عن الأسواق الأخرى، وللأجواء الصديقة، التي توفرها المدينة للزوار.
ويؤيد الصيني لين يونغي، الذي يعمل في المدينة تقريبا منذ افتتاح السوق في بيع البضائع الصينية المختلفة، وجهة نظر الرفاعي.
ويقول لـ(شينخوا) إن ما يميز المدينة أنها نقطة التقاء بين التجار الصينيين، الذين يمثلون الأغلبية، والتجار البحرينيين.
ويؤكد لين أن الأجواء الصديقة هي ما دفعه للاستمرار بالعمل في مدينة التنين.
وتأسست "مدينة التنين" في العام 2015 بمبادرة من القطاع الخاص بتكلفة 100 مليون دولار، وحظيت بدعم من حكومة البحرين، إذ افتتحها رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، نجحت المدينة بأن تكون وجهة سياحية للبحرينيين والزوار من البلدان المجاورة الراغبين في الحصول على تجربة تسوق فريدة ومشوقة.
إذ تقدم "مدينة التنين" لمرتاديها إطلالة بحرية ساحرة على مياه الخليج العربي، بالإضافة إلى تشكيلة متنوعة من خيارات التسوق.
وتفضل البحرينية الخمسينية شيخة غانم، وهي مدرسة متقاعدة، التسوق في مدينة التنين كونها تحتوي على بضائع مختلفة تحت سقف واحد، حسب ما تقول.
وتشير غانم إلى أنها تتردد على المدينة بشكل مستمر بحكم قربها من مكان سكنها وجودة وتنوع وأسعار البضائع التنافسية.
وتضيف : "أجد كل ما أحتاجه من أدوات المنزل إلى الملابس والأحذية، وأفضل اصطحاب أولادي معي لشراء ما يحتاجونه من أكسسوارات الهواتف الذكية المختلفة".
ولم يعد التعامل مع البائعين الصينيين غير الناطقين باللغة العربية حاجزا أمام السيدة البحرينية.
وتقول في هذا السياق "الأمر كان صعبا في البداية بسبب الحواجز اللغوية، لكن مع الوقت بدأ البائعون باكتساب أساسيات تساعدهم على التعامل مع الزوار المحليين والعرب".
وفي مدينة التنين يلتقي الماضي بالحاضر عبر تصميمها المستوحى من التراث الصيني الأصيل. ويغطي مجمعها التجاري مساحة 54 ألف متر مربع ويضم أكثر من 787 وحدة تجارية مخصصة للبيع بالتجزئة والجملة، وهو يعتبر الأكبر على مستوى مملكة البحرين.
وينقسم مجمع التنين التجاري إلى أربعة أقسام بحسب الألوان ليعكس نوعية المنتجات المقدمة في كل جزء من المجمع، إذ خُصص اللون الأحمر لمحلات الملابس ولعب الأطفال.
فيما خُصص اللون الأخضر لمحلات مواد البناء والمعدات، واللون الأصفر للإلكترونيات وإكسسوارات الهواتف، في حين يشير اللون الأزرق لمتاجر الإضاءة والخدمات.
ولدى مجمع التنين التجاري 15 بوابة، ثلاث منها رئيسية.
وتتطلع المدينة إلى أن تكون بوابة إقليمية للبضائع الصينية ذات الجودة العالية لأسواق المنطقة.
فبحسب شركة ((Chinamex))، وهي الشركة المشغلة لمدينة التنين، بلغ حجم الواردات من الصين خلال العام 2019 ما يزيد عن 150 مليون دولار.
ويقول مدير عام الشركة باتريك جينج شوا، لـ(شينخوا) إن كمية الواردات كبيرة مقارنة بالمراكز التجارية الأخرى في البحرين.
ويشير إلى أن المدينة تقدم خدمات بيع الجملة والتجزئة، حيث يقوم العديد من التجار بشراء البضائع المختلفة من المدينة لبيعها في الأسواق المحلية وأسواق دول الجوار.
وبحسب باتريك، يتواجد في المدينة العديد من المتاجر، التي تقدم خدمات الشحن للأسواق.
ويوضح قائلا "في السابق، كان التجار والأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي يسافرون إلى الصين لاستيراد البضائع، ولكن الآن وبفضل مدينة التنين لم يعد مطلوبا منهم السفر لمسافات طويلة لهذا الغرض، فالمدينة تغطي معظم احتياجاتهم".
وتعمل الشركة على توفير الدعم اللازم للتجار وزوار المدينة لتحقيق أهدافها في توفير تجربة تسوق ممتعة ومتميزة.
ويرحب باتريك بتواجد تجار محليين في الأسواق، قائلا إن "الترحيب بالتجار المحليين أمر مهم من أجل تشجيع الانفتاح على الثقافة الصينية"..
ويعتبر باتريك أن "مدينة التنين" رمز للعلاقات التاريخية بين البلدين والترابط بينهما في قطاعات عديدة ومنها التجارية والثقافية، فقد تم إنشاؤها لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتذليل أي صعوبات قد يواجهها التاجر الصيني لبدء أنشطته التجارية في البحرين.