بغداد 6 فبراير 2020 (شينخوا) أعلن محمد توفيق علاوي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة رفضه القاطع لقتل المتظاهرين، ملوحا بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة اذا استمر الاعتداء على المتظاهرين السلميين، داعيا إلى التأزر والمكاشفة.
وقال علاوي، في كلمة وجهها للشعب العراقي اليوم (الخميس)، "إن ما يمر به بلدنا العزيز من ظروف صعبة، ومحنة تلد مشاكل إضافية، تستدعي منا المكاشفة والوضوح، والتآزر واستدعاء كل جهد ممكن، لأجل السير باتجاه صحيح".
وأضاف "أن ما حدث من أوضاع مؤسفة ومؤلمة في اليومين الأخيرين، مؤشر خطير على ما يحدث، وما يمكن أن يحدث، من سقوط شهداء وجرحى في كل سوح الاحتجاج، وإن هذا الوضع ليس مقبولا بالمرة، وأن من في الساحات هم أبناؤنا السلميون، الذين يستحقون كل تقدير واحترام، وواجبنا خدمتهم وسماع صوتِهم، لا أن يتعرضوا للقمع والتضييق".
وكان الرئيس العراقي برهم صالح كلف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة يوم السبت الماضي قبيل ساعات قليلة من انتهاء المهلة التي منحها للكتلة السياسية لتقديم مرشح له لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، قد استقالته في نهاية نوفمبر الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية ما زالت متواصلة في البلاد.
وتعهد علاوي بتشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة وممثلة لكافة الأطياف والثقافات المتنوعة للعراقيين، والالتزام بإشراك الكفوئين من أبناء وبنات العراق في تشكيلة الحكومة.
وحذر علاوي في كلمته من الاعتداء على المتظاهرين قائلا "إن هذه الممارسات تضعنا في زاوية حرجة، لا يمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب، فلم نأت لهذه المهمة الوطنية إلا من أجل بناء ما تهدم، وليس من الأخلاقي القبول بتصدر المشهد، وتسنم المهمة، بينما يتعرض أبناؤنا لما نعرفه من ممارسات تدمي القلب والضمير".
وتابع "إن احترام الرأي والرأي الآخر هو أهم ما يجب أن نسعى له في هذه الفترة، ولا أخفيكم، أنني شخصيا لا أرفض أن تتعرض صورتي الشخصية إلى علامة أكس في الساحات، بقدر رفضي واستهجاني ووقوفي التام ضد مهاجمة من رفعوا هذه الصورة، فالمواطن حر كريم بإبداء رأيه، وواجبنا هو الارتقاء بخدمته وحمايته واحترامه".
وأكد علاوي أن أولوية الحكومة المقبلة، هو إجراء تحقيقات جدية بشأن الخروقات التي تعرض لها المتظاهرين والقوات الأمنية، ومحاسبة كل من يقف وراءها، كائنا من كان، ولأي جهة انتسب، قائلا "فالدم العراقي خطنا الأحمر الوحيد، الذي لا كرامة لنا ولا احترام إن تم سفكه أمام أعيننا".
واستطرد "إننا وحتى اللحظة الحرجة التي نمر بها، مكلفون، ولا نمتلك الصلاحيات بسبب عدم إكتمال إجراءات تشكيل الحكومة، وكل ما يهمنا الان هو العمل من أجل عدم انزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه".
وخلص إلى القول "نؤكد أننا ماضون بالترتيبات لأهم مطالب ساحات الاحتجاج، وهي تحديد موعد للانتخابات المبكرة، فإننا نكرر تأكيدنا بأن الدم العراقي هو خطنا الأحمر، وأننا ماضون بمحاسبة كل من تجرأ عليه، بتحقيقات لن تستثني أحدا".
وكانت مواجهات واشتباكات دارت بين اتباع الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر والمتظاهرين في ساحة الصدرين مركز الاعتصامات والتظاهرات بمدينة النجف، مساء أمس أسفرت عن مقتل ثمانية من المتظاهرين واتباع الصدر واصابة نحو 100 آخرين وحرق خيم المتظاهرين.