بيروت 16 فبراير 2020 (شينخوا) توقع محللون لبنانيون أن تكون الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب قادرة على تطبيع العلاقات مع سوريا بعد سنوات من البرود .
وكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد أعلن إنه لن يزور سوريا أبدا وأن يقابل الرئيس السوري بشار الأسد تحت أي ظرف من الظروف رافضا استعادة العلاقات المباشرة مع الحكومة السورية على رغم استمرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويعود موقف الحريري المتشدد تجاه سوريا إلى حد كبير في شكوكه من أن الحكومة السورية تقف وراء اغتيال والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في العام 2005.
وكان وزراء لبنانيون قد حاولوا دفع الحكومة إلى تطبيع العلاقات مع سوريا لصالح الاقتصاد اللبناني ، خاصة بعد أن دعا السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي كبار المسؤولين اللبنانيين لزيارة بلاده.
وقال مدير "المركز الوطني اللبناني للدراسات" عدنان برجي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هناك احتمال كبير للبنان اليوم لتطبيع العلاقات مع سوريا دون القلق بشأن رد فعل العرب لأن موقف دول الخليج تجاه سوريا قد تحسن مؤخرا".
وأوضح برجي أن دول الخليج ، التي كانت في الماضي تحت ضغط كبير من واشنطن لتجنب التعامل مع سوريا ، هي تقليديا كانت من بين الداعمين الماليين الأوائل للبنان.
وأشار إلى أن "العرب يدركون أن الولايات المتحدة ليس لديها نفس القوة العسكرية كما في العام 2003 ، حيث يمكن أن نرى أن الولايات المتحدة تحاول الانسحاب تدريجيا من مختلف الدول العربية مثل العراق".
ويوافق رفيق نصر الله ، مدير "المركز اللبناني الدولي للإعلام والبحوث" ، على أن الحكومة الحالية لديها فرصة عظيمة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا ، على المستوى الوزاري.
وقال نصر الله "سيزور سوريا أكثر من وزير في الحكومة الجديدة لمناقشة إمكانية التصدير عبر سوريا وإلغاء رسوم مرور الشاحنات التي تمر عبر سوريا لتصدير المنتجات اللبنانية إلى دول أخرى".
وكان وزير الزراعة اللبناني الجديد عباس مرتضى قد سبق أن أعلن عن خطط لزيارة سوريا قريبا.
واستبعد نصر الله قيام رئيس الوزراء حسان دياب بزيارة سوريا ذلك لأن الولايات المتحدة قد تعتبر هذه الزيارة تحديا.
كما أنه بحسب عضو "مركز كارنيجي للشرق الأوسط" مهند الحاج علي من الصعب على الرئيس اللبناني ميشال عون القيام بزيارة دمشق في الوقت الحالي حتى لا يؤثر ذلك على فرص لبنان في الحصول على الدعم الدولي في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الحادة التي يجتازها حاليا.