تقرير إخباري: إدانات عربية واسعة النطاق لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى

القاهرة 3 يناير 2022 (شينخوا) أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير اليوم (الثلاثاء) للمسجد الأقصى شرق مدينة القدس.

وقال أبوالغيط في بيان صحفي إن "اقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى وتدنيسه لحرمة المسجد صباح اليوم يعد استباحة للحرم القدسي وعدوانا على القبلة الأولى للمسلمين ويمثل استفزازا واستهتارا بمشاعرهم الروحية بقرار من الحكومة الإسرائيلية وحماية من أجهزتها الأمنية".

ودخل بن غفير صباح اليوم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وتجول في باحات المسجد لبعض الوقت تحت حماية أمنية مشددة من عناصر الشرطة الإسرائيلية، وفقا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وأوضح البيان أن "هذا الاقتحام السافر يأتي في سياق بدء تنفيذ حكومة بنيامين نتنياهو لبرنامجها المتطرف وأجندتها الاستيطانية بكل ما ينطوي عليه هذا البرنامج من احتمالات إشعال الموقف في القدس وبقية الأراضي المحتلة على نحو بالغ الخطورة".

وأكد أبوالغيط أن "حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام بن غفير وعن هذه الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها وانعكاساتها على السلم العالمي، بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية".

من جانبها استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير الإسرائيلي في عمان ايتان سوركيس احتجاجا على قيام بن غفير باقتحام المسجد الأقصى.

وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي في بيان أنه تم تسليم السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ، لنقلها على الفور لحكومته، أكدت "وجوب امتثال دولة اسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقا للقانون الدولي لاسيما القانون الدولي الإنساني بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها خاصة المسجد الأقصى المبارك والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم".

وأوضحت رسالة الاحتجاج أن "المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما مكان عبادة خالص للمسلمين"، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإنهاء كافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى.

وحذرت من أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاها خطيرا يجب العمل على وقفه فورا.

وأجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان محادثات هاتفية أكدا خلالها "ضرورة تفعيل الجهود المستهدفة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وشدد الوزيران على "ضرورة وقف جميع الإجراءات الاسرائيلية اللاشرعية التي تقوض هذا الحل"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية.

وأكدا إدانة الأردن والإمارات لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واعتبراه خرقا للقانون الدولي وتصعيدا خطيرا.

كذلك أعربت مصر عن أسفها لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان "رفضها التام لأية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس"، وحذرت من "التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة وعلى مستقبل عملية السلام".

ودعت مصر "كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع".

بدورها حذرت قطر من "السياسة التصعيدية" التي تتبانها الحكومة الإسرائيلية وحملتها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن هذه السياسة، وذلك إثر اقتحام بن غفير المسجد الأقصى.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن "قطر تدين بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى وتعده انتهاكا سافرا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة".

وأكدت الدوحة أن "محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب بل على ملايين المسلمين حول العالم"، ودعت المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات".

كما أدانت وزارة الخارجية اللبنانية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واعتبرت أن "الانتهاك الخطير لحرمة المسجد الأقصى وكامل الحرم القدسي من قبل وزير في الحكومة الاسرائيلية الجديدة يؤشر إلى منحى السياسات المتطرفة التي بدأت تمارسها الحكومة الإسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته".

وأضافت الوزارة في بيان أن "هذه السياسات تتجلى أيضا في الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين واقتحام المخيمات وتدمير المنازل والممتلكات، لاسيما من خلال تغيير معالم مدينة القدس وواقعها".

ورأت أن "هذه الممارسات إعلان واضح من حكومة بنيامين نتنياهو عن سياستها العدوانية ورفضها العملي لجهود السلام الهادفة للتوصل إلى حل يقوم على مبدأ الدولتين".

ودعت "مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته والقيام بما يلزم للجم التدهور الخطير وردع الحكومة الإسرائيلية وإلزامها باحترام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

فيما استنكرت الجزائر بشدة "الخطوة الاستفزازية" التي أقدم عليها اليوم بن غفير.

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان إن دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية وتحد سافر لمشاعر المسلمين والمسيحيين عبر العالم.

وأشارت إلى أن "هذا التصرف المدان والمرفوض والذي يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ضمن مخطط توسعي بالغ الخطورة يؤكد مرة أخرى على حتمية توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووضع حد لهذه الممارسات الإجرامية التي تقوض فرص إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط".