تقرير إخباري : اغتيال قيادي بوزارة الداخلية المصرية بالتزامن مع محاكمة مرسي فى قضية اقتحام السجون

القاهرة 28 يناير2014 / أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم (الثلاثاء) اغتيال اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، بالتزامن مع بدء أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي فى قضية "اقتحام السجون".

وذكرت الوزارة فى بيان " أن استشهاد اللواء محمد السعيد مدير الإدارة العامة للمكتب الفنى جاء إثر اعتراض دراجة بخارية يقودها شخصان لسيارته وإطلاق النيران تجاهه بشارع الهرم" فى محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.

وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها للوقوف على ظروف وملابسات الحادث وضبط مرتكبيه.

من جهتها، ذكرت بوابة (الأهرام) الإلكترونية أن مجهولين انتظرا اللواء السعيد بالقرب من منزله خلف مقر محافظة الجيزة، وعقب مشاهدتهما له اطلقا عليه وابلا من الرصاص وفرا هاربين.

وأشارت إلى أن الشرطة نفذت كردونا أمنيا بمكان الحادث، حيث انتشرت قوات الأمن فى المنطقة فى محاولة لضبط المتهمين.

وكشفت معاينة النيابة ،التى انتقلت لمستشفى الشرطة بمنطقة "العجوزة" فى الجيزة حيث يرقد جثمان السعيد، عن وفاة الأخير برصاصة واحدة اخترقت زجاج السيارة ودخلت فى رقبته من الناحية اليمنى وخرجت من الناحية اليسرى للرقبة، ثم اخترقت الكتف الأيسر واستقرت فى عظمة الكتف.

فيما صرح الدكتور هشام عبدالحميد المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي أنه تم الانتهاء من تشريح جثمان السعيد، وتبين وفاته متأثرا بإصابته برصاصة تسببت فى تهتك بالأوعية الدموية بالرقبة، وأشار إلى أن السلاح المستخدم فى الحادث عبارة عن طبنجة من عيار 9 ملي.

وتستمتع النيابة الأن إلى أقوال الشهود فى مكان الواقعة، حيث قال السائق الخاص باللواء السعيد إنه وصل إلى منزل اللواء السعيد فى تمام الساعة الثامنة صباحا كالعادة، لكي يقله إلى مقر الوزارة، وأنه بعد مغادرة المنزل بمسافة 200 متر حيث يوجد تقاطع لشارعين، اضطر إلى السير ببطء وأثناء ذلك فوجئ باطلاق رصاص على المجني عليه.

وأضاف أن اللواء السعيد طلب منه عقب الإصابة الاسراع للمستشفى، فيما لاذ الجناة بالفرار عبر دراجة بخارية فى اتجاه منطقة الرماية.

وأشار إلى أنه لم تكن لدى السعيد حراسة أمنية الأمر الذى مكن الجناة من الفرار.

كما أدلى عاملان بمحطة وقود وقع امامها الحادث بأوصاف الدراجة البخارية التى كان يستقلها الجناة، وقالا إنها كانت حمراء اللون من الحجم الصغير، وأن اعمار المتهمين تتراوح بين 20 إلى 30 عاما، وأن يد الطبنجة المستخدمة فى الحادث بني.

واستعانت وزارة الداخلية برسام للتوصل إلى هوية الجناة، فى حين قال مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، ان اللواء السعيد كان مسئولا فى جهاز الامن الوطني عن الملف السياسي الخاص باعضاء مجلسي الشعب والشورى (البرلمان) خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذى ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين التى صنفتها الحكومة مؤخرا تنظيما ارهابيا. بدوره، أدان رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى " بكل قوة حادث الإرهاب الآثم الذي وقع صباح اليوم وأسفر عن استشهاد اللواء محمد السعيد"، وتقدم بخالص العزاء إلى أسرته.

وأكد الببلاوي " أن هذا الحادث الجبان لن يزيدنا إلا إصراراً على تطهير مصر بكاملها من الإرهاب، وأنه لن يزيد رجال الشرطة البواسل سوى تصميماً على أداء دورهم بكل شجاعة في الحفاظ على هذا الوطن وحماية أبنائه مهما كانت التضحيات".

كذلك أدانت حركة (تمرد) الشبابية التى ساهمت فى الإطاحة بمرسي، عملية الاغتيال التى وصفتها بـ" حادث ارهابي خسيس على يد جماعات الارهاب الاسود".

الأمر نفسه بالنسبة للاحزاب السياسية التى استنكرت الحادث، وحذرت من كونه مقدمة لسلسلة اغتيالات ينفذها انصار مرسي من الإخوان المسلمين فى إطار التصعيد ضد الشرطة والجيش.

ووقع حادث الاغتيال بالتزامن مع بدء محكمة جنايات القاهرة اليوم أولى جلسات محاكمة مرسي في قضية اقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير 2011 ، والمتهم فيها أيضا 130 شخصا من قيادات الإخوان المسلمين، وعناصر بحركة (حماس) الفلسطينية،وحزب الله اللبناني.

وتتعرض قيادات الشرطة لمحاولات اغتيال منذ عزل مرسي فى الثالث من يوليو الماضى، حيث سبق أن تعرض وزير الداخلية محمد ابراهيم لمحاولة اغتيال فاشلة تبناها تنظيم "أنصار بيت المقدس" الجهادي المتمركز فى سيناء، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

كما اغتيل فى نوفمبر الماضى المقدم محمد مبروك مسئول ملف الإخوان المسلمين فى جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، بالاضافة إلى استهداف مديريات الأمن فى محافظات القاهرة، والدقهلية، وجنوب سيناء، إلى جانب عدة اقسام شرطة.

/مصدر: شينخوا/