تحليل إخباري: المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية لا زالت متوازنة وانهيارها التام مستبعد حاليا

القدس 2 ابريل 2014 / ألغى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم (الأربعاء) زيارته المرتقبة إلى القدس ورام الله في ظل تعثر جهوده الرامية لمد أمد الموعد النهائي للتوصل لإطار ملائم لاتفاقية سلام.

وعندما أعلن كيري في يوليو الماضي أنه سيتم استئناف محادثات السلام بهدف التوصل لاتفاقية إطارية بموعد نهائي في ابريل الحالي لتوقيع الاتفاقية النهائية، وافقت اسرائيل على إطلاق سراح 104 سجينا فلسطينيا على 4 مجموعات. وكان من المقرر إطلاق سراح آخر مجموعة في يوم 29 مارس الماضي لكن اسرائيل قامت بتأجيل إطلاق سراحهم بحجة الخوف من تجاهل الفلسطينيين للمحادثات فور إطلاق سراح السجناء.

وفي خطوة تزيد من تعقيد الموقف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قام امس (الثلاثاء) بتقديم طلب للحصول على عضوية في 15 وكالة من وكالات الأمم المتحدة وهي الخطوة التي أثارت غضب كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نظرا لأن عباس تعهد بعدم اللجوء لخطوات أحادية الجانب طالما أن المفاوضات مستمرة.

لكن برغم كل ذلك من المستبعد أن تنهار المحادثات بشكل كامل.

وذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن كيري لا زال يشعر انه حقق الكثير حيث ساعد الطرفين على التوصل لاتفاقية كما أن هناك تقارير في وسائل الإعلام المحلية ذكرت أيضا انه سيتم تعديل موعد إطلاق الدفعة الأخيرة من السجناء في حين سيتم تمديد الموعد النهائي للمحادثات إلى يناير 2015.

وقال محللون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن على الرغم من التوتر الحالي لكن المحادثات لا زالت مستمرة نظرا لأنها في مصلحة الجميع وأن لا اسرائيل ولا الفلسطينيين يرغبون في تحمل مسؤولية انهيار المحادثات مع الأثر السلبي الذي سيخلفه ذلك على العلاقات مع البيت الأبيض.

المصالح السياسية:

قال البروفيسور ايال زيسر بجامعة تل أبيب لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم إن "هناك من قالوا إننا على وشك النجاح ولذلك من المهم الحفاظ على القوة الدافعة".

وأضاف "هناك أيضا من قالوا اننا لا نقترب من تحقيق أي تقدم لكن بغض النظر عن أي شيء من الأفضل أن تكون هناك مفاوضات حتى لو كنا نعلم انها لن تؤدي إلى شيء بدلا من أن نجد أنفسنا خارج أية عملية سياسية بما لكل ذلك من تبعات".

وأحد تلك التبعات المقصودة احتمال حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة واسعة النطاق في الضفة الغربية وهو ما سيضر بشدة بالحكم الذاتي الفلسطيني وأمن واقتصاد اسرائيل.

وأضاف زيسر "من مصلحة الجميع مواصلة المحادثات، ونحن نتحدث هنا عن الساسة، وكيري سياسي وكذلك نتانياهو وبالنسبة للسياسي كل يوم يمر هام وكل أسبوع أكثر أهمية وكل شهر وعام أكثر وأكثر أهمية".

وقال زيسر "إذا قمنا بتمديد المحادثات حتى نهاية عام 2014 ستمنحهم فرصة لمدة سبعة شهور إضافية وهذا أمر رائع ويستحق العمل من أجله. ومن هذا المنظور المحدود الضيق نصل لنهاية واحدة مفادها انه من مصلحتهم القيام بذلك وسيبذلون قصارى جهودهم من أجل تحقيق أهدافهم".

تشمل الاتفاقية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المحلية إطلاق سراح 26 سجينا فلسطينيا كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي إضافة إلى 400 سجين آخرين تختارهم اسرائيل. وسيتكون ال 400 سجين المذكورين سلفا على الأرجح من المدانين بتهم بسيطة دون أية صلة لجرائم مثل القتل. وفي المقابل ستقوم الولايات المتحدة بإطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضي فترة سجن مدى الحياة لاتهامه بالتجسس في الولايات المتحدة وتقدم بطلب للعفو عنه للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وقال زيسر "في نهاية الأمر سيتوصلون إلى نوع ما من التفاهم قد يكون غير متين تماما وفي اللحظة الأخيرة".

الصراع العنيف:

قال الدكتور انات كرتز من معهد دراسات الأمن القوي في تل أبيب إنه في حين سيتم في نهاية الأمر الاتفاق على الاتفاقية الجديدة لكن ذلك قد لا يتم خلال الأيام القليلة القادمة.

وأضاف "لن يسارع الفلسطينيون إلى التخلي عن خطتهم التقدم بطلب للحصول على عضوية في الوكالات الدولية وهو ما سيعطي اسرائيل سببا آخر لعرقلة المطالب وربما صياغة مطالب جديدة".

وكان كرتز يشير بكلامه إلى مطالبة نتانياهو بأن يعترف عباس باسرائيل كدولة يهودية وهو الأمر الذي رفضه عباس.

وأضاف كرتز أن "لا جدال على حقيقة أن الفلسطينيين سيواصلون الضغط من أجل الحصول على وضع معترف به في المحافل الدولية وحقهم في دولة مستقلة. وستواصل اسرائيل والإدارة الأمريكية مطالبة الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات".

سعى الفلسطينيون منذ وقت طويل للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وفي حين ترى الولايات المتحدة واسرائيل الطلبات الفلسطينية الأخيرة لوكالات الأمم المتحدة بمثابة خيانة للأمانة، تدرك جميع الأطراف أن الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو ضد أي قرار يتعلق بالأمر قد يطرحه مجلس الأمن.

/مصدر: شينخوا/