تحليل اخباري: الاطاحة بالرئيس المصري مرسي تؤثر سلبا على تركيا

اسطنبول 4 يوليو 2013 /صرح محلل سياسي تركي بأن الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، وهو شريك هام لانقرة في المنطقة، ستؤثر سلبا على سياسات تركيا في الشرق الاوسط، في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة تقييم تأثيرات هذا التحرك.

وقد اطاح الجيش المصري بمرسي يوم أمس بعد احتجاجات شعبية تطالبه بالتنحي، وعلق العمل بالدستور مؤقتا ودعا إلى اجراء انتخابات جديدة، وهو ما رفضه الرئيس المطاح به مرسي ووصفه بأنه "انقلاب عسكري كامل".

وقد ادى المستشار المصري عدلي منصور اليمين اليوم الخميس كرئيس للمحكمة الدستورية العليا ورئيس مؤقت للبلاد. وقال حسين جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم أمس إن الانقلاب العسكري في مصر والذي اطاح بالرئيس المنتخب مرسي يعد اشارة "على الرجوع للخلف" وتدعمه بعض القوى الغربية.

خسارة كبيرة لتركيا

وقال جوخان باجيك، مدير مركز الابحاث الاستراتيجية لشؤون الشرق الاوسط في جامعة زيرفي التركية "تنحي مرسي خسارة كبيرة لتركيا حيث ان انقرة دعمت مرسى منذ البداية. فهذا يضع انقرة في وضع صعب كما يثير الشكوك حول العلاقات التركية-المصرية".

واضاف "إن هناك الان فجوة سياسة كبيرة بين انقرة وتركيا خلفها هذا الانقلاب العسكري".

واستطرد إن العلاقات التركية-المصرية ستتعرض لضرر كبير اذا لم تعترف انقرة بالحكومة المصرية الجديدة التي يدعمها الجيش. "هناك تطورات سلبية ستشهدها العلاقات بين تركيا ومصر. واذا لم توفق انقرة علاقاتها مع الجيش المصري، لا يمكننا ان نعرف ماذا سيحدث بين البلدين".

وقال منصور اكجون، مدير مركز التوجهات السياسية العالمية في جامعة الثقافة باسطنبول، لوكالة انباء (شينخوا) "يجب على تركيا ان تعرف إنه شأن داخلي لمصر وينبغي أن يكون اي بيان صادر من انقرة متوازنا". واقترح أن تكف الحكومة التركية على الادلاء بالتعليقات العاطفية على التغييرات السياسية في مصر.

بيد إن بعض المراقبين قللوا من قيمة تأثير انتقال السلطة في مصر على تركيا.

وقال احمد اوسال، استاذ العلاقات الدولية من جامعة اسكيسير اوسمانجازي، لشينخوا إن "القوى الاقليمية وتركيا ومصر بحاجة إلى بعضهم لبعض في التعاون العسكري والتحالف السياسي. ولن يحدث ظهور القيادة الجديدة في مصر تغييرات في ديناميكية العلاقات التركية- المصرية".

حليف قوي لتركيا

يعتبر مرسي حليف قوي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. واقامت الحكومة التركية علاقات وثيقة مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر. وبحسب محللين محليين فإن اردوغان ومرسي اعتادوا على تبني نفس وجهات النظر في القضايا الدولية من بينها القضية الفلسطينية والمطالبة بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وحضر مرسي مؤتمر الحزب في انقرة سبتمبر الماضي كعلامة على ازدهار العلاقات.

واشار باجيك "ستؤثر مغادرة مرسي على الازمة السورية الراهنة لان مصر بقيادة مرسي كانت عضوا هاما في الكتلة التي تناهض الاسد. ويجب على انقرة ان تنتظر وترى ما هو رد فعل الجيش المصري تجاه الادارة السورية".

/مصدر: شينخوا/