تعليق: تطلعات الدبلوماسية الصينية عام 2014

أظهرت مجموعة من الإحصاءات أن الدبلوماسية الصينية في عام 2013 أكثر نشاطا وايجابية من أي وقت مضى. وقد زار الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ بعد شهور فقط من استلام القيادة الصينية الجديدة الحكم 22 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا، واستقبلا 64 رئيسا ورئيس وزراء دول أجنبية، وأكثر من 300 شخصية سياسية أجنبية شاركت في الاجتماعات الثنائية، ووقع على ما يقرب 800 اتفاقية تعاون بين الصين ومختلف الدول الأخرى. والجدير بالذكر أيضا ما حققته الصين من تبادلات رفيعة المستوى مع 21 دولة و منطقة محيطة.

وأطلقت القيادة الجماعية الجديدة سلسلة من مفاهيم الدبلوماسية الجديدة لدعم هذه المجموعة من الأرقام. وعملت الدبلوماسية الصينية على ربط بين " حلم الصين" و" حلم العالم"، ودعت إلى التعاون لتحقيق الفوز المشترك، والإصرار على التمسك بـ" المسؤولية والمصلحة ". بالإضافة إلى ذلك، توصلت الصين والولايات المتحدة إلى توافق هام حول بناء علاقة دبلوماسية جديدة بين القوى الكبرى، وحققت العلاقات التعاونية الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا تقدما جديدا، كما حقق التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي طفرة جديدة.

كما أطلقت الدبلوماسية الصينية سلسلة من مبادرات التعاون، مثل بناء " حزام طريق الحرير الاقتصادي" و" طريق الحرير البحري للقرن الـ21"، وإنشاء "نسخة مطورة" من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، وغيرها. مما يبين التصميم العالي المستوى للدبلوماسية الصينية. ويمكننا أن نرى من الدبلوماسية الصينية عام 2013 الخصائص المختلفة التي تميزت بها تجاه الدول الكبرى والدول المجاورة والدول النامية.

لقد كان مشهد الدبلوماسية الصينية في عام 2013 مشرقا للغاية. ومن المتوقع أن تشهد الدبلوماسية الصينية خلال العام المقبل نقطتين بارزتين في ظل التمسك بنمط الدبلوماسية الشاملة:ـ

أولا، السيطرة الشاملة على الوضع المحيط من خلال التعاون المتبادل المنفعة وبناء علاقة أوثق مع دول الجوار، تنفيذ سلسلة من التدابير المقترحة هذا العام "جار حسن، ثري وآمن"، خاصة في التبادلات والاتصالات، والتفاوض على اتفاقية التجارة الحرة، وفي نفس الوقت تحقيق توضيح" الثواب والعقاب" ، الدفاع عن السيادة الوطنية، المصالح الأمنية والتنمية.

ثانيا، تعزيز التعاون العملي مع الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والقوى الناشئة إلى مستوى جديد، حيث من المتوقع أن يحرز تقدما ملموسا في المفاوضات بشأن اتفاقات الاستثمار الثنائية بين الصين والولايات المتحدة، وإمكانات تحقيق اختراقات جديدة في التعاون بين الصين وروسيا في مجال الاستثمار والطاقة والابتكار التكنولوجيا الفائقة، وتنفيذ " الخطة الإستراتيجية 2020" بين الصين والاتحاد الأوروبي، التي تعتبر مبادرات جديدة لتحقيق شراكة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الجانبين، وتأسيس بنك التنمية لمجموعة البريكس لتأمين احتياطي النقد الأجنبي، وغيرها من الجوانب الأخرى.

تحتضن الصين العام المقبل مؤتمرين مهمين سيصبحوا معلمين بارزين في الصين:ـ

أولا، انعقاد مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا CICA في شانغهاى في شهر مايو العام المقبل. ثانيا، انعقاد الاجتماع غير الرسمي للقادة الاقتصاديين لمنتدى ( أبيك ) في العام المقبل. والصين تشارك بنشاط في أنشطة CICA باعتبارها من الأعضاء المؤسسين،وقد دعت أن تصبح CICAمنظمة دولية كاملة. كما أن عودة قمة ابيك إلى الصين مرة أخرى بعد 13 عاما يعطي فرصة للصين في اللعب دور أكثر نشاطا. ومن المتوقع أن تصبح الاجتماعات المسبوقة الذكر نموذج التفاعل الايجابي للدبلوماسية الصينية.

توقعات لعام 2014... التزام الصين بدفع تنفيذ الإصلاحات قدما و لعب دور الدولة الكبيرة المسؤولة سوف يسمح للدبلوماسية الصينية بأن تحقق التعاون والفوز المشترك يعم جميع أنحاء العالم.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/