تعليق: تقرير عمل الحكومة يكشف عن نقاط ست تدخل في تفاصيل عمل الدبلوماسية الصينية

افتتح المجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الصين دورته الثانية السنوية صباح يوم 5 مارس الجاري في قاعة الشعب الكبرى ببكين، وألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ تقريره الأول حول عمل الحكومة خلال الاجتماع الافتتاحي .ويعتقد شياو آن الخبير السياسي الصيني أن الجزء الخاص بالدبلوماسية الصينية في تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ كان شحيحا، ولم يتعدى 360 كلمة، ولكن ذو دلالات و إشارات عميقة.

ويؤكد مضمون هذا الجزء على أهمية التراث وضرورة التمسك به. ويؤكد بدأ تقرير عمل الحكومة بـ " يصادف هذا العام الذكرى الستين لإعلان المبادئ الخمسة للتعايش السلمي " استمرار الصين بمتابعة مسيرة التطور السلمي وتنفيذ إستراتيجية الفوز المشترك للانفتاح.

وأشار التقرير إلى نقاط ست تدخل في تفاصيل عمل الدبلوماسية الصينية: أولا، الحماية بحزم على سيادة الوطن وترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية الوطنية، حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين في الخارج بجدية. ثانيا، تعزيز الأعمال الدبلوماسية الصينية مع دول الجوار، وتوطيد علاقات الصداقة وحسن الجوار بين البلدين، وتعزيز التعاون متبادل المنفعة. ثالثا، تشجيع إنشاء علاقات صحية ومستقرة وطويلة الأجل مع الدول الكبرى. رابعا، النجاح في استضافة الاجتماع غير الرسمي لقادة الابيك. خامسا، تعزيز الوحدة والتعاون مع البلدان النامية، لحماية المصالح المشتركة للدول النامية. سادسا، المشاركة بنشاط في معالجة الشؤون المتعددة الأطراف، واللعب دور بناء من اجل حل المشاكل العالمية والقضايا الساخنة. وتطابق النقاط الست مع مخطط الإصلاحات العميقة والشاملة الناتجة عن الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب، وتعكس الاتساق في الدبلوماسية الصينية على المستوى التنفيذي والاستراتيجي.

والجدير بالذكر أن، حماية السيادة الوطنية توضع في المقام الأول لمهام الدبلوماسية الشاملة في تقرير عمل حكومة لي كه تشيانغ، والأولوية للعلاقات مع المناطق المحيطة بها، اظهر تزايد وعي الدبلوماسية الصينية بحماية الحقوق وتثبيت الجذور وتحديد الأساس. ستمتد مخالب الإستراتيجية الخارجية الصينية على نحو متزايد في العالم، ولكن بغض النظر عن متى أو تحت أي ظرف من الظروف تبقى القضايا الأسيوية من الأولويات، و كسب التفهم والدعم أسيا أهم من أي شيء آخر.

وبالمقارنة مع اهتمامات الحزب والحكومة بالدبلوماسية الصينية في الماضي، فإن "حماية حقوق والمصالح المشروعة للمواطنين الصينيين في الخارج" شهد تقدما كبيرا في بيان تقرير عمل حكومة لي كه تشيانغ، وأصبح مرتبطا بحماية السيادة لوطنية، وسلامة الأراضي الوطنية. مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الصينية الجديدة على حماية مصالح الشعب، وهذا يعود أيضا إلى الاهتمام الكافي ب"دبلوماسية على أساس الشعب" في فترة التعديل والتحويل الدبلوماسية الصينية الى " الدبلوماسية الكبيرة".

وسلط التقرير الضوء على أن الصين ستحمي سيادتها وصيانة النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بحزم، ولن تسمح لأحد أن يسير بعكس مسيرة التاريخ. وعلي ما يبدو، فإن هذه الجملة موجهة لليابان والولايات المتحدة، توضيح الأهمية الإستراتيجية والإلحاح الخاص للانتصار في الحرب ضد اليابان في الدبلوماسية الصينية.

وفي أول تقرير عمل حكومة رئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ، لدينا شعور قوي بالحاجة الملحة لمنظور دولي مميز، وينطوي التركيز الرئيسي لجزء من الدبلوماسية على أن تنمية الصين لا تنفصل عن بيئة دولية سلمية ومستقرة، وينبغي رفع مستوى الانفتاح والإصلاح على الخارج بصورة شاملة.

والصين بالفعل قوة عالمية، وتأثير السياسة الداخلية والخارجية على العالم على النحو المتزايد، ويمكن رؤية ذلك من خلال مدى اهتمام وسائل الإعلام بالدورتين السنوية. فمنذ افتتاح الدورتين، لا تتعدى القضايا الرئيسية التي يهتم بها العالم الخارجي عن ثلاثة: أولا، هل ستواصل التنمية الاقتصادية المستدامة في الصين، والاستمرار في لعب دور المحرك العالمي. ثانيا، هل ستنجح مكافحة الفساد في الصين وإنشاء دولة نظيفة. ثالثا، هل ستصبح السياسة الخارجية الصينية الإفراط في الثقة بالنفس وأكثر قوة، سوف تشكل تحديا للولايات المتحدة وتهديدا للعالم.

وبالنسبة للمشكلة الثالثة، ارجع الكثير من الناس عمدا ارتفاع نفقات الدفاع الصيني بالتوترات الحاصلة بين الصين مع جيرانها والقضايا الإقليمية الناشئة، من اجل جعل " التهديد الصيني " يلوح في الأفق. وقد كانت إجابة تقرير عمل حكومة رئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ واضحة، بان سعي الصين من أجل السلام والتنمية لا يتزعزع.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/