دمشق 12 أكتوبر 2016 /عبرت بعض فصائل المعارضة السورية في الداخل اليوم ( الأربعاء ) عن تأييدها لمبادرة المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بخروج مقاتلي تنظيم ( جبهة النصرة ) إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا ، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة دخول المساعدات الطبية والغذائية إلى كافة أحياء حلب الشرقية والغربية .
وقال محمود مرعي رئيس هيئة العمل الوطني السورية المعارضة في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق " نحن كمعارضة سورية في الداخل نؤيد مبادرة المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دير ميستورا بخروج مقاتلي تنظيم ( جبهة النصرة ) إلى محافظة ادلب لتجنيب المدنيين القتل والدمار وأعمال العنف " .
وأضاف المعارض السوري أن " الوضع الإنساني في حلب خطير جدا ومعقد ، ونحن نناشد كل الأطراف أن يقبلوا بالهدنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية الى المدنيين والمتضررين " .
ودعا إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى كل مدينة حلب ، على أن يتم تحت اشراف المبعوث الأممي أو الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري وكافة المنظمات الإنسانية ، مؤكدا أن هذا " يتطلب أن تقبل كافة الفصائل المسلحة وأيضا الجيش السوري بعملية وفق اطلاق النار وقف العمليات القتالية من أجل دخول هذه المساعدات إلى المدنيين المحتاجين بشرق وغرب حلب ".
ومن جانبه قال ماهر مرهج أمين عام حزب الشباب الوطني السوري المعارض في تصريحات مماثلة إن حزبه " يؤيد وجود هدنة دائمة ووقف اطلاق العمليات العسكرية " ، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بالقرارات الدولية لتجنب وقوع كارثة إنسانية في حلب " .
وأشار إلى أن خروج مقاتلي تنظيم ( جبهة النصرة ) التي تنفذ اجندات خارجية إلى محافظة إدلب ، تجنب حلب والمدنيين الوضع الإنساني الكارثي ، مبينا أن الازمة السورية اتسعت رقعتها بسبب كثرة اللاعبين فيها ، وأصبحت على أبواب حرب عالمية ثالثة .
وأضاف أن " الأوضاع التي تجري في حلب حاليا أبعدت الحل السياسي وباتت لغة العنف هي السائدة " .
وأشار إلى أن التوتر بين روسيا وأمريكا حيال سوريا انعكس سلبا على الازمة السورية ، خاصة بعد فشل الهدنة الأولى بين البلدين ، وأعرب عن أمله في أن يتم التوافق بين البلدين مع قدوم الإدارة الامريكية الجديدة وفتح صفحة جديدة في مسار الازمة السورية .
وكانت مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن حلب لاقت ، رفضاُ وسخطا في أوساط بالمعارضة السورية في الخارج، السياسية منها والعسكرية، فيما طالبت الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة بإقالته من منصبه.
واعتبرت "جبهة النصرة " ، بحسب وسائل إعلام ، مبادرة دي ميستورا "مباركة دولية للتقسيم والتهجير ، تماشيا مع تصريحات الاسد مؤخرا بإفراغ حلب من المسلحين".
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قدم، يوم الخميس الماضي ، مبادرة لإخراج مسلحي تنظيم "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) من أحياء حلب الشرقية، معلنا استعداده للتوجه إلى جبهات القتال شخصيا لمرافقة خروج المسلحين ، الامر الذي أيدته موسكو.
وتعيش أحياء حلب الشرقية أحداثا دموية منذ أيام، جراء قصف مكثف ومعارك ، أدت لسقوط العشرات ما بين قتيل وجريح وخروج مشاف عن الخدمة ، عقب انهيار اتفاق التهدئة، في وقت تحاول القوات النظامية ، بمساندة الطيران الروسي ، اقتحام الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
وتتواصل ردود الافعال الدولية المنددة لما يجري في حلب ، وسط دعوات ومناشدات بضرورة التحرك الفوري لانهاء ما وصفوه "بالمأساة" ، في وقت تواجه روسيا انتقادات واتهامات حول قيامها باستهداف حلب ، وسط مطالبات دولية لها بممارسة "ضغوطات" على النظام السوري من أجل وقف أعمال القتال والعنف.