بكين 25 مايو 2017 / قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة مختلفة تجاه منطقة الشرق الأوسط خلال زيارته الخارجية الأولى للسعودية وإسرائيل، ودعا فيها لإقامة تحالف ضد إيران وهو ما قد يشعل التوترات في المنطقة ويعرض جهود المصالحة للخطر.
كانت إدارة أوباما قد سعت لإقامة توازن قوى دقيق في الشرق الأوسط بسحبها القوات من العراق وضغطها على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات ووقف الدعم العسكري للسعودية وإبرام إتفاق نووي مع إيران، في سلسلة خطوات أبعدتها عن حلفائها التقليديين وتخلى عنها بوضوح ترامب.
إلا أنه لا يمكن لزيارة ترامب القصيرة التي دامت لأيام قليلة، حل النزاعات المستمرة منذ عقود بين إسرائيل والعالم العربي ولن تردع إيران عن محاولة تشكيل تحالف بشكل محتمل بشكل أكبر نظريا.
وتحتاج شعوب المنطقة التي تواجه خطر الإرهاب والحروب، للمصالحة أكثر بكثير من الانقسام والكراهية.
سد الفجوة بين الحلفاء
ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يجعل من السعودية ذات الأغلبية المسلمة وإسرائيل أولى وجهاته الخارجية في إشارة لسياسته الرامية لتشكيل تحالف شرق أوسطي جديد عبر تخفيف حدة النزاعات بين إسرائيل والعالم العربي لحشد الجهود ضد نفوذ إيران في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
فقد أعلن عن اتفاق لشراء أسلحة بقيمة 110 مليار دولار مع السعودية فور وصوله، ومنها أسلحة ثمينة رفض سلفه أوباما بيعها بسبب مخاوف من سقوط مدنيين في الحرب باليمن.
وفي تصريحاته النهائية بالقدس، قال ترامب إن هناك "فرصة جديدة" لدول المنطقة لإنهاء الفتنة الطائفية وإحلال السلام.
ويقول رونين زيدل الخبير في الشؤون الشرق أوسطية بجامعة حيفا "ورث ترامب شرق أوسط مستقر نسبيا- على عكس الاضطرابات والتطورات أثناء حكم أوباما".
وأضاف "جاء ترامب لإسرائيل لطمأنة نتنياهو بانه يحظى بدعمه. وأيضا لتهدئة المخاوف الإسرائيلية التقليدية. وستعزز زيارته الإحساس بالأمن ولذلك لقى استقبالا وديا للغاية في السعودية".
ويقول رون بروسور المبعوث الإسرائيلي السابق للأمم المتحدة "ترامب نجح فى إعادة تنشيط التحالف الإقليمي وحشد العالم السني البراجماتي بعد يومين من الانتخابات في إيران".
وأضاف "واجب إسرائيل هو البحث عن المصالح المتوافقة مع السنة التي لم تكن متاحة لسنوات عديدة".
تحالف ضد إيران
يقول ياكاي دايان القنصل الإسرائيلي العام السابق في لوس أنجلوس "يقدم ترامب مذهبا مختلفا عن سابقه أوباما فهو يقول إنه جاء للقيام بالعكس"، مضيفا أن "الشيء الوحيد المشترك مع أوباما هو رؤيتهما للصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره قضية هامة ولكن لكليهما طرق مختلفة لحلها".
وأضاف أن ترامب يتطلع لإقامة تحالف عربي على غرار "الناتو"."
وخلال زيارته للقدس، قال ترامب إن الحرب على إيران وتنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تكون مصلحة مشتركة لكل دول الشرق الأوسط".
كما دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أُعيد انتخابه الأسبوع الماضي لـ"تفكيك شبكة الإرهاب".
ورد روحاني عليه بالقول إنه يتعين على واشنطن التخلي عن "سياستها العدائية".
وتابع رون بروسور "لقد أقام محور شر جديد يتألف من حماس وتنظيم الدولة الإسلامية وإيران وحزب الله".
ويقول نقاد أن آخر شيء تحتاجه المنطقة هو المزيد من السلاح، في إشارة لزيارة ترامب.
وأضاف القنصل الاسرائيلى السابق ياكي دايان "لم يأت الى هنا من أجل التعليم، لا وجود للقيم هنا وإنما المصالح فحسب".
ويضيف "السؤال الأهم لا يتعلق بما اذا كانت الزيارة رمزية أو جوهرية ولكن ما اذا كانت ستترك أثارا طويلة الأمد من عدمه. يعتمد ذلك على مدى إصرار ترامب- حتى الآن يبدو أنه يريد إقامة الأعمال".
وفي الوقت الذي يعاني فيه ملايين المدنيين من النزاع السياسي لسنوات في الشرق الأوسط، هناك حاجة أكبر لجهود المصالحة وليس المواجهة أكثر من أي وقت مضي.