تتيح مبادرة الحزام والطريق فرصا في مجال الخدمات اللوجستية وتحفز الإمدادات في الصين وبريطانيا، هكذا قال خبير بريطاني لوكالة أنباء ((شينخوا)) قبل زيارة مرتقبة ستقوم بها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى بكين.
وذكر كيري براون، البروفيسور المتخصص في الدراسات الصينية ومدير معهد "لاو تشاينا إنستيتيوت" بكلية كينغر فى لندن، أن بريطانيا تحتاج إلى النظر ما وراء الشراكات التقليدية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبدء في النظر إلى الصين كشريك جديد.
وستكون زيارة ماي التي تستغرق ثلاثة أيام وتبدأ يوم الأربعاء أول زيارة رسمية لها إلى الصين منذ توليها مهام منصبها في عام 2016.
وسلط براون الضوء على قطار الشحن السريع المباشر بين لندن ومدينة ييوو الواقعة شرقي الصين والمعروفة باسم"السوبر الماركت العالمي" للصين.
فقد غادر أول قطار شحن بين هاتين المدينتين متجه إلى الصين وهو محمل بمنتجات بريطانية، غادر محطة السكك الحديدية التابعة لـ"موانئ دبي العالمية - لندن جيتواي" يوم 10 إبريل عام 2017 ووصل إلى ييوو بعد رحلة استمرت 19 يوما. وتعد لندن المدينة الأوروبية الـ15على طريق موسع للشحن بالسكك الحديدية الصينية.
وأشار البروفيسور إلى أنه يتوقع مزيدا من المشروعات الملموسة من مبادرة الحزام والطريق ومازال يتعين ترقب الإمكانات التي ستجلبها المبادرة للبلدين، مضيفا بقوله "اعتقد أن مبادرة الحزام والطريق هي مجرد طريقة للتفكير مليا في الصين بالطريقة الجديدة".
تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، إلى تحقيق ربط بين السياسات والبني التحتية والتجارة والنواحي المالية والشعوب بطول مسارات التجارة الخاصة بطريق الحرير القديم وما وراءها، وبالتالي بناء منصة جديدة للتعاون الدولي لخلق محركات جديدة للنمو.
وقد استجابت حتى الآن أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية بإيجابية للمبادرة وتعهدت بدعمها. ووقعت أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية على اتفاقات تعاون مع الصين.
وكنتيجة رئيسية تم التوصل إليها في الحوار الاقتصادي والمالي بين الصين وبريطانيا مؤخرا، اقترحت الصين وبريطانيا تأسيس صندوق استثمار ثنائي بحيث تضمن الجولة الأولى منه مليار دولار أمريكي لدعم المبادرة.
وفي جهد لدعم مشاركة الشركات البريطانية في المبادرة، تعهدت الحكومة البريطانية مؤخرا بتقديم دعم مالي قدره 25 مليار جنيه استرليني (33.3 مليار دولار) للشركات المشاركة في مشروعات الحزام والطريق في آسيا.
ولكن نظرا لكون حالة عدم اليقين المصاحبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت) مازالت تشكل مصدر قلق كبير، يتعين على بريطانيا العمل على تدعيم مكانتها وتوضيح سياساتها من أجل ترجمة الإمكانات الضخمة إلى واقع.