تقرير إخباري: مصر والسعودية تؤسسان صندوقا استثماريا بـ 16 مليار دولار وسط مساع للتكامل الاقتصادي

القاهرة 5 مارس 2018 / وقعت القاهرة والرياض يوم الإثنين اتفاقية لتأسيس صندوق استثماري بقيمة 16 مليار دولار لتمويل مشروعات تنموية في مصر، وذلك في إطار زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر ضمن أول جولة خارجية له منذ تعيينه في منصبه قبل نحو تسعة أشهر.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في تصريحات بثتها وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية، إنه "في إطار زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية الحالية لمصر، فقد تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين للتعاون المشترك في إقامة المشروعات الاستثمارية، وكذلك في مجال حماية البيئة والحد من التلوث".

وأضاف أن "الاتفاقات التي تم التوقيع عليها في مجال الاستثمار تهدف إلى دفع التعاون الثنائي في القطاع التنموي من خلال المشروعات الاستثمارية الضخمة بين البلدين، وتأسيس صندوق استثماري مصري سعودي بإجمالي مبلغ 16 مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية في تلك المشروعات بعدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية، التي أعدتها وزارة الاستثمار".

وأوضح أن "التعاون بين مصر والسعودية في هذا المجال يهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاستثماري على المستوي الثنائي، بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالخير علي شعبي البلدين، وكذلك على مستوى المنطقة لخلق تكامل إقليمي تنموي".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمير محمد بن سلمان، قد عقدا أمس جلسة مباحثات، أعقبها توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين، حيث "تم التوقيع على اتفاق معدل لإنشاء صندوق مصري سعودي للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ووزارة الاستثمار في مصر".

كما تم التوقيع على "مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ووزارة الاستثمار في مصر بشأن تفعيل الصندوق المصري السعودي للاستثمار"، و"اتفاقية برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في مصر والهيئة العامة للاستثمار بالسعودية".

وقالت وزارة الاستثمار المصرية في بيان، إنه "سيتم تفعيل هذا الصندوق بعد إتمام كافة الإجراءات الدستورية اللازمة، كما هو متبع في جميع الاتفاقيات الدولية التي يتم إبرامها لتمويل المشروعات التنموية في مصر".

ومن المقرر تشكيل مجلس إدارة مشترك للصندوق من الجانبين المصري والسعودي يتولى وضع الخطط الاستراتيجية، ومتابعة تنفيذ المشروعات بشكل يعمل على زيادة فعالية الأدوات الاستثمارية للصندوق، حسب البيان.

وركز اتفاق تأسيس الصندوق الاستثماري على استهداف منطقة جنوب سيناء ومدينة العلمين للاستفادة من تطوير المنطقة كإحدى المناطق الأكثر جذبا للاستثمارات والسياحة دوليا.

وافتتح الرئيس المصري في أول مارس مشروعات تنموية في البلاد، كان من بينها مدينة العلمين الجديدة على الساحل الشمالي للبلاد.

وقام الرئيس المصري وولي العهد السعودي صباح اليوم بزيارة منطقة قناة السويس، حيث حضرا عرضا حول تطور المشروعات الكبرى في هذه المنطقة قبل أن يقوما بجولة في المجرى الملاحي للقناة.

وتحدث رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش أمام السيسي وبن سلمان، عن مشروعات في مجالات عدة من صناعة الحديد والصلب إلى تكرير النفط مرورا بالسياحة.

وقال مميش إن "المجال مفتوح لإنشاء صناعات داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس".

وأعرب عن أمله في تحقيق التكامل بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع "نيوم" السعودي، مشيرا إلى أن قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة ستكونان القبلة لمشروع نيوم للتجارة العالمية في الفترة القادمة.

وكان الأمير محمد بن سلمان أعلن في العام الماضي عن مشروع لبناء منطقة اقتصادية ضخمة في شمال غرب البلاد، تشمل أراضي في الأردن ومصر، باستثمارات تبلغ أكثر من 500 مليار دولار، تحت اسم "نيوم".

وقال بن سلمان في لقاء مع الصحفيين المصريين اليوم، إن " مشروع نيوم طموح جدا، وسيكون ممتدا بنحو 1000 كيلو متر داخل (محافظة) جنوب سيناء، وأن المملكة تستهدف دخول مصر والأردن شركاء فيه"، حسب وسائل إعلام محلية مصرية.

وأضاف أنه "بموجب المشروع سيتم الدخول بين أجزاء المشروع داخل مصر والسعودية دون جواز سفر، ونستهدف من المشروع تحويل 50 جزيرة إلى منتجعات، ونسعى لإحداث نوع من التكامل مع الدول العربية الشقيقة".

وأشار ولي العهد السعودي إلى أن "مشروع جسر الملك سلمان سيرى النور قريبا، وسنبدأ في دراسة خطط إنشائه".

وكان الرئيس المصري والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتفقا خلال زيارة الأخير للقاهرة في أبريل من العام 2016 على بناء جسر بري يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر.

وقال السيسي حينها إن الجسر سيحمل اسم "جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز".

وخلال زيارته للقاهرة، التقى الأمير محمد بن سلمان، اليوم كلا من شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني.

وأفاد بيان للأزهر الشريف، بأن "الإمام الأكبر (أحمد الطيب) وولي العهد السعودي بحثا مجمل القضايا التي تهم الأمة الإسلامية، وسبل مواجهة الإرهاب، ودور الأزهر الشريف".

وأعرب ولي العهد السعودي عن تقدير بلاده للأزهر الشريف، باعتباره من أهم منارات وركائز الفكر الاسلامي، وللدور الذي يقوم به شيخ الأزهر في نشر ثقافة الوسطية والتعايش والسلام ومكافحة الفكر المتطرف.

وأكد تطلع السعودية لتعميق علاقات التعاون مع الأزهر، مشيرا في هذا السياق إلى قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بإنشاء "مجمع الملك سلمان بن عبد العزيز للحديث النبوي الشريف"، ومشاركة الأزهر كمرجعية علمية في هذا المجمع.

كما التقى الأمير محمد بن سلمان، بابا الأقباط تواضروس الثاني.

وقال البابا في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، "باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نرحب بزيارة الأمير محمد بن سلمان في وطنه الثاني في مصر".

وأشاد بـ "النهضة التي تشهدها السعودية والتطور الذي يتم هناك، وهو أمر يسعدنا، وكل هذه الأمور الطيبة تساعدنا في دحر العنف والإرهاب الذي ابتليت به منطقتنا".

وتابع "تحدث الأمير محمد بن سلمان كثيرا عن محبته للأقباط.. ووجه الدعوة لجميع الأقباط لزيارة السعودية وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني".

ويعد ولي العهد السعودي أرفع مسؤول سعودي يزور الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في القاهرة، مقر بابا الأقباط، في تاريخ العلاقات المصرية - السعودية.

كما توجه الرئيس السيسي وبن سلمان إلى دار الأوبرا، لمشاهدة عرض مسرحي بعنوان "سلم نفسك".

ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة أمس الأحد، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، بناء على دعوة من الرئيس السيسي.

وتأتي هذه الزيارة في مستهل جولة خارجية هي الأولى للأمير السعودي منذ تعيينه وليا للعهد في يونيو من العام 2017، وتشمل أيضا زيارة بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. /نهاية الخبر/