طرابلس 28 مارس 2018 / استضافت مدينة الزنتان (180 كلم) جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس مساء يوم الأربعاء، لقاء مصالحة تاريخي مع مدينة مصراتة، بعد سنوات من الحرب التي اندلعت العام 2014.
واستضاف المجلس العسكري الزنتان اللقاء الذي شهد حضورا واسعا من ممثلي الكتائب المسلحة وأعيان وشيوخ القبائل وممثلين عن المجالس البلدية والحكماء ونواب البرلمان عن المدينتين، بحسب ما أفاد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) الذي حضر اللقاء.
وقال مختار الأخضر مسؤول بالمجلس العسكري الزنتان في تصريح ل((شينخوا))، إن " هذا اللقاء جاء عقب سنوات من الحرب والقطيعة بين المدينتين، وآن الأوان لتبني المصالحة خيار لحل الخلافات، وتفويت الفرصة على المتربصين، الذين يريدون استمرار الخلاف فيما بيننا".
وأضاف "لقد وصلنا إلى مرحلة السلام ونبذ العنف والسلاح، ولا عودة للقتال بين الليبيين، بل سنعمل على تعزيز الصلح خاصة مع أشقائنا في مصراتة".
بدوره، أكد العميد إبراهيم بن رجب، رئيس المجلس العسكري مصراتة أن "حضورنا اليوم هو لإظهار النوايا الحسنة مع أخوتنا في الزنتان، التي نتذكر جيداً كيف كان لها دور كبير في ثورة السابع عشر من فبراير العام 2011".
كما وجه العميد بن رجب، دعوة إلى ممثلي الزنتان بحضور لقاء مماثل بضيافة مصراتة، لاستكمال كل النقاط ورسم خارطة طريق للمصالحة بين المدينين على وجهة الخصوص والليبيين بشكل عام.
بدوره، أكد مصطفى الباروني عميد بلدية الزنتان أن " أبناء المدينة لديهم إيمان بأن المصالحة الوطنية الشاملة، التي تؤدي إلى حماية ليبيا من التدخلات السلبية (...)، هذا اللقاء لبنة من لبنات المصالحة واستمرار الزنتان في رأب الصدع، ودعم جهود الاستقرار بيننا ".
وتابع الباروني " الزنتان ومصراتة تعلمتا الدرس جيداً، ولن تسمحا لأحد التفريق بينهما مستقبلاً (...)، لا مجال للسلاح في حل أي نزاع ، بل نحل خلافاتنا بالحوار السلمي ".
أما الشيخ شعبان المرحاني ، رئيس اللجنة الاجتماعية بالزنتان (مظلة الحكماء والشيوخ للمصالحة)، قال إن " الشعب الليبي وصل إلى مرحلة الكره للعداء فيما بينه، لأن الحرب والاقتتال عطلت الحياة في كثير من المدن " .
ويعد اللقاء بين الزنتان ومصراتة الذي عقد اليوم، هو الأول من نوعه منذ تاريخ الانقسام السياسي الحاد الذي بدأ في يوليو 2014، بعد قيام تحالف قوات "فجر ليبيا" الإسلامية المشكل من قوات المجلس العسكري مصراتة، بشن حرب ضد قوات المجلس العسكري الزنتان التي كانت متواجدة جنوب طرابلس، والتي أعلنت ولائها لقوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر والبرلمان في طبرق أقصى شرق البلاد.
وعقب معارك طاحنة استمرت لشهر ونصف وسقوط المئات بين قتيل وجريح في صفوف الطرفين، انتهت بسيطرة قوات مصراتة على طرابلس وطرد قوات الزنتان منها.
وقامت قوات مصراتة بإحياء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته آنذاك، وأعلنت عدم اعترافها بالبرلمان الليبي وشكلت حكومة انقاذ موازية للسيطرة على العاصمة وغرب ليبيا، ما جعل البلاد لديها برلمانين وحكومتين.
يذكر أن الحرب التي اندلعت بين مصراتة والزنتان، تسببت في مغادرة البعثات والسفارات الأجنبية العاصمة طرابلس، كما غادرت بعض الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ مشروعات في قطاع الكهرباء.