قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هنا يوم الخميس إن الصين تقوم بدور نشط جدا في الحوكمة العالمية بكافة أشكالها وتعد ركيزة أساسية للنظام متعدد الأطراف ، وذلك قبل زيارته إلى الصين لحضور منتدى بواو الآسيوي السنوي.
وقال غوتيرش إن الصين مرت بتنمية اقتصادية كبيرة مثمنا مشاركتها في نظام الحوكمة العالمية. وقال إن الأمم المتحدة ترحب بمساهمة الصين الإيجابية لأنها تجلب التوازن والوئام العالميين.
وأشار غوتيرش إلى أن الصين مساهم كبير في عمليات صون السلام ، وهناك التزام قوي من جانبها في هذا الصدد، حيث تسهم بـ2400 عنصر في بعثات في 14 دولة.
وقال " إننا نرى دور الصين ليس فقط في المساهمة المباشرة في حفظ السلام ، وإنما أيضا في المساهمة في المناقشات التي سنجريها هذا العام بشأن كيفية تحسين حفظ السلام ، لجعل عمليات حفظ السلام أكثر تركيزا وأكثر أمانا بالنسبة لحفظة السلام ".
وفي سياق إشارته إلى التطورات في شبه الجزيرة الكورية، قال غوتيريش إن الصين " لها دور رئيسي للغاية" في تفكيك الأزمة. حضور الصين يمكن أن يكون عاملا حاسما للغاية لتحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، في ظل انعدام الثقة الكبير بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.
كما أكد على أهمية وجود حوار مفتوح بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة، كما نصحت الصين دائما، حتى يتحقق نزع السلاح النووي في بيئة سلمية.
وحول النزاع التجاري المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة، قال غوتيريش إن الحروب التجارية دائما سيئة للمنخرطين فيها وكذا الاقتصاد العالمي ككل، مشددا على الحاجة إلى التعاون الدولي.
وقال أينما وجدت مشكلة، لابد من وجود حوار ونقاش جاد للتغلب على المشكلة." إنني أومن بقوة بالتعددية لمعالجة المشاكل الدولية. لا توجد بأي حال مشاكل عالمية يمكن أن تعالج من قبل بلد بمفرده. المشاكل العالمية تحتاج إلى حلول عالمية، والحلول العالمية يمكن تنفيذها فقط من خلال الأطر المتعددة الأطراف".
وأكد الأمين العام أن الإطار الدولي الذي يحكم التجارة الدولية في غاية الأهمية مع منظمة التجارة العالمية في جوهره.
كما أكد على أهمية التجارة الحرة كمساهم مهم جدا في الرخاء العالمي.
وقال غوتيريش إن العولمة جلبت فوائد كبيرة مثل زيادة معدل النمو الاقتصادي والتجاري وخفض الفقر وارتفاع متوسط أعمار الناس ونمو الطبقة الوسطى. غير أنه لفت إلى بعض أوجه القصور الناجمة عنها مثل زيادة عدم المساواة، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحسين هذه الأمور بدلا من رفض العولمة تماما.
وفي هذا الصدد، قال " نحن بحاجة إلى بذل جهود لتحسين هذه الأمور، لا نرفض العولمة وإنما نحسنها".
وأضاف الأمين العام "إنني سعيد جدا بالتزام الصين التام بأجندة 2030، ليس على المستوى الصيني فحسب، وإنما أيضا على صعيد التعاون مع الدول الأخرى ، وخاصة العالم النامي".
ويضم جدول الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أو أجندة 2030 نحو 17 هدفا تستهدف معالجة حقوق الإنسان والتغير المناخي وقضايا البيئة.
وتلعب الصين دورا مهما جدا في أجندة 2030 والتعاون ما بين بلدان الجنوب، وفقا لغوتيريش، واصفا مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين بأنها نموذج جيد جدا للتعاون ما بين بلدان الجنوب.
وفيما يتعلق بسنوات الانفتاح والإصلاح الصينية خلال الـ40 عاما الماضية، قال غوتيريش الذي قام بأول زيارة إلى الصين في الثمانينيات إنه رأى تغيرا كبيرا. الإصلاحات سمحت للصين بأن تلعب دورا دوليا، ما كانت ستستطيع أن تلعبه وهي اقتصاد مغلق.
وقال أن منتدى بواو الآسيوي يتوسع في تأثيره ونطاق منذ تأسيسه قبل 17 عاما. ولعب دورا فريدا في بناء التوافق وتعميق التعاون الإقليمي وتعزيز التنمية المشتركة وحل المشكلات الآسيوية والعالمية.
يذكر أن منتدى بواو الآسيوي السنوي سيعقد في مدينة بواو جنوبي الصين في الفترة من 8 إلى 11 إبريل تحت شعار" آسيا مفتوحة ومبتكرة من أجل عالم يتسم برخاء أكبر".