يعكس الإعلان الذي أصدرته الولايات المتحدة في وقت سابق، بأن الرئيس دونالد ترامب لن يحضر القمة الثامنة للأمريكتين التي ستعقد هذا الأسبوع هنا في العاصمة البيروفية، إيلاء "أولوية دنيا" لأمريكا اللاتينية على أجندة واشنطن، هكذا رأى محللون بيروفيون.
وأشار ميغيل رودريغيز ماكاي، الخبير في العلاقات الدولية في بيرو، إلى أن ترامب، الذي كان من المتوقع أن يقوم بأول زيارة له للمنطقة كرئيس للولايات المتحدة، قد جعل "ازدراءه" لأمريكا اللاتينية جليا مرة أخرى.
وقال رودريغيز "يجب أن نكون منطقيين، ازدراء ترامب لأمريكا اللاتينية قد تأكد"، في إشارة إلى مشروع ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.
وذكر البيت الأبيض اليوم (الأربعاء) أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس سيحضر القمة نيابة عن ترامب. وقرر ترامب البقاء في البلاد للتركيز على القضايا المتعلقة بالاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في سوريا مؤخرا.
وأفاد رودريغيز أن "مصالح الولايات المتحدة ليست في أمريكا اللاتينية، وإنما في منطقة الشرق الأوسط. وما زال يُنظر إلينا باعتبارنا الفناء الخلفي لها. وهذا هو السبب في غياب ترامب عن القمة، حيث لن يكون هناك رئيس أمريكي بين المشاركين للمرة الأولى، وهو ما يمثل نقطة رئيسية في العلاقات وفي تطبيق السياسات القائمة على التوافق".
واتفق المحللان السياسيان فريد كاهات وأوسكار فيدارتي على أن واشنطن لا تضع أمريكا اللاتينية في مرتبة متدنية ضمن أجندتها فحسب، بل إنها تفتقر أيضا إلى وجود أي رؤية إنمائية لنصف الكرة الأرضية ككل.
وقال كاهات إن "ترامب لا يملك أجندة إيجابية لأمريكا اللاتينية يمكن أن يقدمها في القمة. وكل المسائل تقريبا التي ربطت ترامب بأمريكا اللاتينية هي أمور تتعلق بالمواجهة، سواء في التجارة أو الهجرة".
وأضاف "لست مندهشا للغاية (بسبب غياب ترامب) لأن الحكومة الأمريكية ليس لديها حقا أي أجندة واضحة للمنطقة".
ولفت فيدارتي إلى أنه منذ تولي ترامب السلطة في يناير عام 2017 "كان الموضوع الذي هيمن على العلاقات مع أمريكا اللاتينية هو البحث عن تدابير من شأنها أن تفيد بلاده أكثر".
بدوره، قال خورخي كاسترو، رئيس معهد التخطيط الإستراتيجي في الأرجنتين إن إلغاء ترامب للزيارة "يكشف تماما ويبين أن أولويات الولايات المتحدة في أماكن أخرى".
كما أشار إلى أنه مقارنة ببلدان في المنطقة الشمالية من أمريكا اللاتينية القريبة من الولايات المتحدة جغرافيا، فإن علاقات أمريكا الجنوبية مع الولايات المتحدة "غير ملائمة".