دمشق 6 مايو 2018 /واصل الجيش السوري يوم الأحد توسيع نطاق سيطرته في منطقة الحجر الأسود ، جنوب دمشق، بالتزامن مع تجهيز إخراج الدفعة الرابعة للمسلحين وعائلاتهم من البلدات الثلاث بيت سحم وببيلا ويلدا جنوب دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري، ومصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق يوم الأحد أن وحدات من الجيش السوري أحكمت سيطرتها على عدد من كتل الأبنية ومداخل الجادات السكنية فى الجزء الشمالي من حي الحجر الأسود ، بعد ساعات قليلة على تطهير الجزء الجنوبي من الحي.
وأضاف المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه في إطار العملية العسكرية التي تخوضها وحدات الجيش بإسناد سلاح الجو، واصلت القوات السورية تقدمها ضد تحصينات وبؤر التنظيمات الإرهابية في الجزء الشمالي من الحجر الأسود على اتجاه مخيم اليرموك، موسعة نطاق سيطرتها عبر تطهير عدد من كتل الأبنية ومداخل الجادات السكنية في المنطقة.
وبين المصدر العسكري أن العملية العسكرية التى يخوضها الجيش السوري لاستئصال البؤر الإرهابية ، أسفرت عن إيقاع عدد من الإرهابيين بين قتلى ومصابين، وتدمير أسلحة ونقاط محصنة لهم وسط انهيارات تراكمية في معنوياتهم التي تدل عليها حالات الفرار الجماعي في صفوفهم باتجاه المنطقة المتداخلة مع مخيم اليرموك في محاولة منهم لتجميع صفوفهم أو تخفيهم بين المدنيين في المنطقة.
ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري، وخلال عمليات تمشيط المناطق التي سيطر عليها في الحجر الأسود ، عثر على شبكات طويلة من الأنفاق المتفرعة ، حفرها الإرهابيون تحت منازل المواطنين بغية التنقل ونقل الذخيرة والاختباء من الضربات المركزة التي ينفذها سلاحا المدفعية والطيران في الجيش السوري.
وأشارت ((سانا)) إلى أنه تم أيضا العثور على ألغام أرضية ومواد شديدة الانفجار خاصة بتعبئة الألغام والعبوات الناسفة إضافة إلى ضبط مستلزمات طبية وأدوية في أوكار التنظيمات الإرهابية في الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود.
وبدوره أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن يوم الأحد أن "الجيش النظامي يواصل عملياته العسكرية في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، لتحقيق هدفه الرامي إلى سيطرة كاملة على جنوب العاصمة دمشق، وإجبار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على العودة للاتفاق السابق الذي كان جرى التوصل إليه بين ممثلين عن النظام وبين التنظيم.
وأشار المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض ، إلى وجود اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر داعش من جانب آخر، على محاور في حي الحجر الأسود وفي محيط وأطراف حيّي التضامن ومخيم اليرموك، وسط استهدافات متبادلة تشهدها خطوط التماس بين الطرفين. وبين المرصد السوري أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم في نقاط ومبانٍ داخل الحجر الأسود ، وسط استمرار عمليتها العسكرية لتحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على كامل المنطقة.
ويشار إلى أن وحدات الجيش السوري تمكنت أول أمس من بسط سيطرتها الكاملة على الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيه وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.
وكانت وحدات الجيش قد قطعت يوم الخميس الماضي خطوط إمداد المسلحين ومحاور تحركهم بين شمال حي الحجر الأسود وجنوبه لتقسم مناطق انتشار مقاتلي تنظيم "داعش" إلى شطرين، وذلك تنفيذا لخطة عسكرية تكتيكية دقيقة سهلت من مهام وحدات الاقتحام فى تطهير الجزء الجنوبي من الحي بأقل الخسائر.
وفي سياق متصل، انتهت مساء الأحد، عملية تجهيز دفعة رابعة من الحافلات تقل مئات المسلحين وعائلاتهم من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق، تمهيدا لنقلهم في وقت لاحق إلى شمال سوريا.
وقالت وكالة ((سانا)) إنه تم تجهيز 62 حافلة وإخراجها من البلدات الثلاث عبر ممر بلدة بيت سحم بعد تفتيشها بشكل دقيق وتجميعها عند محور انطلاقها لتتحرك في قافلة واحدة باتجاه إدلب وجرابلس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
وتم خلال الأيام الثلاثة الماضية إخراج مئات المسلحين وعائلاتهم بواسطة 109 حافلات من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم ونقلهم إلى شمال سوريا.
وتم يوم الأحد الماضي الإعلان عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج من يرغب من المسلحين مع عائلاتهم فيما تتم تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم، ومن ثم عودة مؤسسات الدولة إلى البلدات وتقديم الخدمات للمواطنين بعد إخراج المسلحين منها.