معهد كونفوشيوس .. " المفتاح الذهبي" لتعميق التعاون الصيني ـ الأجنبي

"يعتبر معهد كونفوشيوس رابط الصين بشعوب العالم ومعزز التواصل اللغوي والاحاسيس والمشاعر بين الناس، والمساهم في تقارب جميع شعوب العالم." علق دنيس، طالب في معهد كونفوشيوس بجامعة جورج ميسون بالولايات المتحدة الامريكية، وعضو مجموعة "جولة خريجي معاهد الكونفوشيوس في الصين" خلال الدورة الثالثة عشرة لاجتماع معهد كونفوشيوس المنعقدة بمدينة تشنغدو الصينية.

معهد كونفوشيوس يجمع بين جيلين

دنيس، اسمه الصيني داي دان يي يبلغ من العمر 66 عاما يصف نفسه بطالب " قديم" في معهد كونفوشيوس، عمل سنوات عديدة في المجال الدبلوماسي، قال في حديثه عن النية خلف تعلم اللغة الصينية:" مثلي الاعلى في الحياة، فهم واحترام البشر في العالم بعضهم البعض، والعيش في سلام، والتعاون المخلص. وبسبب هذا المثل الاعلى تعلمت الكثير من اللغات في الجامعة، وعدت مرة ثانية لتعلم اللغة الصينية بعد تخرجي."

اختار داي دان يى دراسة اللغة الصينية بمعهد كونفوشيوس بجامعة جورج مايسون، وبدعم من معهد كونفوشيوس، أطلق "نادي مطالعة الأدب الصيني ". قال داي دان يى:" اتطلع الى فهم الثقافة الصينية من خلال مطالعة الادب الصيني". مضيفا:" استفدت كثيرا من المطالعة، وفهمت كثيرا الثقافة الصينية الرائعة والشخصية الوطنية القوية من خلال مطالعتي الكتب الصينية ".

منذ تأسيس معهد كونفوشيوس قبل 14 عامًا، بدأ بتعلم اللغة ممزوجة بالثقافة ليتحول الى نافذة مهمة لفهم العالم للصين. وتشير البيانات الى أنه حتى الآن، تم تأسيس 548 معهد كونفوشيوس، و1193 فصل كونفوشيوس في المدارس الابتدائية والثانوية تحضن ما مجموعه 11 مليون طالب في 154 دولة ومنطقة.

من أربعة طلاب الى عدم توفي أماكن في المعهد

يتذكر قونغ تشنغ عميد معهد كونفوشيوس بجامعة ملبورن أنه عند انشاء معهد كونفوشيوس بجامعة ملبورن لأول مرة في عام 2007، لم يكن هناك سوى فصل واحد للغة الصينية في الاسبوع به 4 طلاب فقط. واليوم، الوضع مختلف تماما. مضيفا:" لقي فصل اللغة الصينية ترحيبا كبيرا بين الطلاب، وفضل اللغة الصينية اليوم مكتظ بالطلاب، ولا يمكن التسجيل إلا بعد الفصل الدراسي الاول."

كأول معهد كونفوشيوس في أفريقيا، تجاوز عدد الطلاب في معهد كونفوشيوس بجامعة نيروبي عشرات مرات عما كان عليه في بداية تأسيسه.

وعندما يتعلق الأمر بالمقارنة بين البداية واليوم في تاريخ تنمية معهد كونفوشيوس، لدى كل موظف بمعهد كونفوشيوس شعور عميق. ووفقا لتشو تينغ تينغ مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس في مصر، هناك عدد متزايد من الطلاب المحليين في معهد اللغة الصينية، وأصبحت الأخيرة الاختصاص الأكثر حرارة. وفي عام 2018، قدم أكثر من 300 طالب للتسجيل في قسم اللغة الصينية في كلية اللغات بجامعة قناة السويس، في حين أن المخطط تسجيل 30 طالبًا فقط.

وقالت تشو تينغ تينغ: "في الوقت نفسه، معهد كونفوشيوس لم يجذب الطلاب الراغبين في تعلم اللغة الصينية فحسب، بل اجتذب المصريين المحبين للثقافة الصينية من مختلف التخصصات أيضا ".

معهد كونفوشيوس يعزز المزيد من التعاون

يعمل معهد كونفوشيوس بنشاط على تعزيز وظائفه مع الالتزام بالتدريس الصيني في ظل الزيادة في عدد الطلاب. وتشير البيانات إلى أنه في 2018 فقط تم تنظيم 44000 نشاط ثقافي مختلف، فيها الطب الصيني التقليدي والفنون وغيرها من المجالات الاخرى، ونشر ترجمة أكثر من 640 كتابا، وأكثر من 1600 مشروع البحوث الأكاديمية، وتنظيم أكثر من 7000 اجتماعات والمؤتمرات والمنتديات الأكاديمية المتنوعة.

ووفقاً للإحصاءات، فإن 49 معهداً من كونفوشيوس يقدم لأكثر من 12000 طالب دورات "صينية +" تشمل الأعمال والسياحة والطب الصيني ومجالات أخرى. وتشارك 331 شركة صينية واجنبية في ادارة معاهد كونفوشيوس، مما عزز بشكل كبير التبادلات الانسانية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول الاخرى.

وفي عيون ليو هونغ، رئيس جامعة داليان للدراسات الأجنبية التي تتعاون مع جامعة اينا كور لبناء معهد كونفوشيوس، فإن معهد كونفوشيوس لا يخرج باللغة والثقافة الصينية الى العالم لفهم الصين وانما لتعزيز التفاهم والصداقة بين الجانبين، ويصبح المفتاح الذهبي لتعميق التعاون المتبادل المنفعة بين الصينيين والاجانب.

أعرب كيث بونيت عضو مجلس الإدارة للمقر الرئيسي لمعهد كونفوشيوس، والرئيس السابق للجامعة شيفيلد عن نفس وجهة نظر ليو هونغ. ويعتقد أنه يمكن تعزيز المزيد من التعاون من خلال منصة معهد كونفوشيوس مستقبلا. "على سبيل المثال، يمكن أن تعزز التبادلات التكنولوجية، التبادلات التجارية، وغيرها."