الدوحة 9 ديسمبر 2018 /دعا رئيس مؤتمر ميونخ للأمن فولفغانغ ايشنغر اليوم (الأحد) دول الخليج العربية إلى الحد من التوترات وتأسيس نموذج للتعاون المشترك، معتبرا أن أمن المنطقة مهم لأوروبا وللعالم لأنها المزود الرئيسي للعالم بالطاقة.
وقال ايشنغر في مؤتمر دولي بالدوحة اليوم إنه " يجب على دول الخليج الحد من التوترات...يمكن تأسيس إطار دبلوماسي لتخفيف حدة التوتر وتأسيس نموذج للتعاون المشترك، ومجلس التعاون الخليجي نموذج لتعاون إقليمي".
لكنه استدرك القول إنه "إذا لم ينجح مجلس التعاون فيجب استبداله بصيغة أخرى"، مضيفا أنه ليست هناك حلول جاهزة لمشاكل المنطقة بل بعض الدروس التي يمكن الاستفادة منها.
وأكد رئيس مؤتمر ميونخ للأمن في المؤتمر الدولي الثالث لمركز دراسات الخليج حول "الأزمة الخليجية، الأصل والتداعيات والآفاق"، أن أمن منطقة الخليج مهم بالنسبة لأوروبا والعالم بأسره.
وقال في هذا الصدد " إن مستقبل منطقة الخليج وأمنها أمر مهم بالنسبة لأوروبا والعالم، وأي نوع من التوتر سيؤثر حتما على الأوروبيين، فهذه المنطقة المزود الرئيسي للطاقة التي نحتاجها".
وأشار إلى وجود سوق كبيرة تضم 500 مليون نسمة بحاجة إلى الطاقة، وإلى أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على مصدر واحد لتعزيز الاستقلالية والأمن.
لكنه اعتبر أن الاتحاد الأوروبي لا يملك رؤية موحدة إزاء أزمات الشرق الأوسط، مشددا على أن الاتحاد كان يجب أن يقوم بدور نشط تجاه أزمات المنطقة لاسيما سوريا، وأن تراجعه عن هذا غير مقبول.
ورأى أن على الاتحاد الأوروبي أن يكون حازما إزاء إرهاب الدول، وأن لا يسمح بأي انتهاكات للقانون الدولي، لأن مثل هذه الانتهاكات تهدد الأمن العالمي.
وحذر ايشنغر في هذا السياق من عودة روح الصراع على الساحة العالمية بسبب تنافس القوى الكبرى، مشيرا إلى أن صراعات القرن الـ 21 ليست تقليدية وبالتالي فإن الآليات الدولية الراهنة غير قادرة على مواجهتها.
وبين أن الحروب السيبرانية وسلاح الطاقة والعملات، هي أدوات في الحرب الراهنة مع استخدام أقل للمعدات العسكرية التقليدية.
وطالب بإصلاحات فعلية في المؤسسات الدولية لتتمكن من مواجهة أشكال الصراعات الجديدة.
ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين نخبة من الخبراء والباحثين والمحللين الاستراتيجيين وصناع القرار والسياسات وأصحاب المصلحة المحليين والدوليين، لبحث موضوعات تشمل ابستمولوجيا الأزمة الخليجية والأمن السيبراني، ودور وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في الأزمة، والتحول في التحالفات السياسية.
وتوترت العلاقات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى بعد أن أعلنت الدول الثلاث ومعها مصر مقاطعة الدوحة دبلوماسيا واقتصاديا منذ يونيو العام الماضي بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
وأثرت المقاطعة والتوترات الناجمة عنها في مجلس التعاون الذي يضم في عضويته إلى جانب الدول الخليجية الأربع المذكورة، سلطنة عمان، والكويت التي تلعب دور الوسيط في الأزمة والتي لم تفض وساطتها حتى الآن إلى حل للخلاف.
وعقدت اليوم القمة الخليجية الـ 39 في الرياض برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة فيما تغيب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أوفد مكانه وزير الدولة للشؤون الخارجية رغم دعوة الملك سلمان له.
كما حضر القمة نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.
ورغم استمرار المقاطعة، إلا أن البيان الختامي للقمة أكد أن المخاطر التي تهدد استقرار المنطقة والتحديات الاقتصادية تبرز أهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز العمل الجماعي، مشددا على الدور المحوري لدول المجلس في حفظ أمن. يذكر أن الابستمولوجيا هى نظرية معنية بمعرفة التساؤلات وهى الشروط الضرورية والكافية التي يمكن الحصول عليها من المعرفة وماهى مصادرها وهيكلها وما هي حدود هذه المعرفة.