رام الله 10 ديسمبر 2018 /في حادثة نادرة، اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي مدينة رام الله في إطار بحثه عن فلسطينيين هاجموا بالأسلحة مجموعة من الإسرائيليين بالقرب من مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية وجرحوا سبعة منهم.
وألقى فلسطينيون الحجارة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما أسفر، وفق مصادر طبية فلسطينية، عن 32 إصابة بينها اثنان بالرصاص الحي والبقية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
وخلال عملية الاقتحام حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي عدة أحياء سكنية.
كما داهم الجيش مقر وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ومنع الموظفين من الدخول أو الخروج في واقعة نادرة باقتحام الجيش الإسرائيلي مقر مؤسسة فلسطينية رسمية في وسط رام الله خلال ساعات النهار.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، أنه سيتم اتخاذ قرارات "هامة ومصيرية" في حال استمرار اقتحامات إسرائيل للمدن الفلسطينية.
وذكرت الرئاسة في بيان نشرته وكالة (وفا) أن الرئيس محمود عباس "سيجري سلسلة من الاتصالات العاجلة مع عدة جهات عربية ودولية من أجل تحمل مسؤولياتها تجاه التصعيد الإسرائيلي الخطير المتمثل بمواصلة الاقتحامات للمدن الفلسطينية، واستمرار جرائم المستوطنين وتدنيس المقدسات".
وأدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات "بأشد العبارات" اقتحام قوات اسرائيلية لمدينة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، وإصابة عشرات الفلسطينيين جراء استنشاق الغاز والضرب والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
واستنكر عريقات في بيان رسمي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، اقتحام القوات الاسرائيلية في نفس الوقت مقر وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، ومنع الموظفين من مغادرة الوكالة، واحتجازهم في مكتب التحرير، واختناقهم من الغاز الكثيف، واستعراض كاميرات المراقبة واتخاذها الوكالة ثكنة عسكرية لإطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين.
وقال "إن إعتداء إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على المؤسسات الرسمية والإعلامية الفلسطينية تأتي في سياق حملة مدروسة ومسعورة تقودها حكومة الاحتلال وجيشها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مناطق الوطن بدعم مطلق من إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وفي المقابل تقوم المؤسسة الرسمية الفلسطينية بفضح إنتهاكاتها على جميع المستويات وتوثيقها لضمان عدم إفلاتها من العقاب".
وطالب عريقات قوات الاحتلال بالانسحاب الفوري من المدن الفلسطينية، مؤكداً صمود الشعب الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال حتى إنجاز حقوقهم غير القابلة للتصرف، وتجسيد سيادة دولتهم وعاصمتها القدس.
ودعا عريقات الاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات والإتحادات الإعلامية العالمية والعربية إلى إدانة هذا "الجرم الفاضح"، ومساءلة الاحتلال على أعماله غير القانونية بحق الصحافة الفلسطينية.
كما نددت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مسئولة الإعلام فيها حنان عشراوي بعملية الاقتحام الإسرائيلية.
وقالت في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن غياب المساءلة الدولية لإسرائيل "يشجعها على التمادي في انتهاكاتها وعدم احترام القانون الدولي والإرادة الدولية".
وأضافت عشراوي أن "اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة رام الله في وضح النهار وإطلاق النار وإرهاب المواطنين ومحاصرة منازل واقتحام مؤسسة رسمية خرق لكل الاتفاقات الثنائية".
وطالبت المسؤولة الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه "انتهاكات" إسرائيل ووضع حد لها.
وحاصرت القوات الإسرائيلية مقر وكالة (وفا) الرسمية واحتجزت طاقمها في غرفة واحدة قبل مصادرة كاميرات المراقبة الخاصة بالوكالة.
واعتبرت خلود عساف رئيس تحرير الوكالة لـ (شينخوا)، أن اقتحام مقر الوكالة "جريمة إسرائيلية بحق الإعلام الفلسطيني".
وذكرت عساف أن القوات الإسرائيلية احتجزت أكثر من 10 صحفيات وصحفيين داخل مقر الوكالة ومنعتهم من الخروج من صالة التحرير في الوكالة وأطلقت قنابل الغاز والصوت داخل المكاتب.
وفي السياق ندد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر بالحادثة واعتبرها بمثابة "جريمة جديدة وانتهاك فاضح وسافر في إطار مسلسل متواصل من الجرائم والانتهاكات بحق الإعلام الفلسطيني والعاملين فيه".
وذكر أبو بكر أن النقابة "ستتابع بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب هذا الاعتداء الخطير ومع كل الجهات والمنظمات الدولية".
وتكررت المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي منذ الليلة الماضية على إثر عملية إطلاق نار أدت إلى إصابة ستة إسرائيليين في رام الله في الضفة الغربية.
وأغلق الجيش الإسرائيلي منذ الحادثة مدخل مدينة البيرة الشمالي، وحاجزي عطارة وعين سينيا، كما شدد إجراءاته العسكرية على طريق نابلس- رام الله.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 6 مستوطنين أحدهم جروحه وصفت بالخطيرة في عملية إطلاق نار من مركبة مسرعة قرب مستوطنة "عوفرا".
وباركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية "عملية إطلاق النار البطولية" واعتبرتها "ردا على اعتداءات الاحتلال المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتأكيدا على الحق المشروع في المقاومة".
ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن المركبة التي استخدمت لإطلاق النار غادرت المكان على الفور.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري عمليات تمشيط في رام الله ومحيطها لاعتقال منفذي عملية إطلاق النار.