بكين 5 مارس 2019 / تعتزم الصين تخفيض نسبة نمو ميزانيتها الدفاعية إلى 7.5 بالمئة في 2019، مقارنة بـ8.1 بالمئة العام الماضي، وفقا لمسودة تقرير الميزانية المُقدّم اليوم (الثلاثاء) إلى الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
وستبلغ ميزانية الدفاع لعام 2019، 1.19 تريليون يوان (نحو 177.61 مليار دولار أمريكي)، وفقا للأرقام الذي اشتمل عليها التقرير.
ويعد هذا هو العام الرابع على التوالي الذي تظل فيه نسبة نمو ميزانية الدفاع الوطني أحادية الرقم، بعد أن كانت ثنائية الرقم لخمسة أعوام متتالية.
وبلغت نسبة نمو الإنفاق الدفاعي في الميزانية الصينية 8.1 بالمئة في 2018، و7 بالمئة في 2017، و7.6 بالمئة في 2016.
وقال خه لي، النائب السابق لرئيس أكاديمية العلوم العسكرية، إن "الحكومة الصينية تهتم دائما بالتحكم في حجم الإنفاق الدفاعي."
وفي معرض وصفه زيادة ميزانية الدفاع الصينية بأنها معقولة ومناسبة، قال تشانغ يه سوي، المتحدث باسم الدورة التشريعية، إن الزيادة تهدف إلى "تلبية مطالب البلاد في حماية الأمن القومي والإصلاح العسكري ذي الخصائص الصينية."
وأوضح تشانغ في مؤتمر صحفي أمس الاثنين أن "الإنفاق الدفاعي المحدود لدى الصين، الذي يضمن سيادتها الوطنية وأمنها وسلامتها الإقليمية، لا يُشكّل تهديدا لأية دولة أخرى."
وحسب خه لي، وهو أيضا نائب في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، فقد استُخدم الإنفاق بشكل رئيسي في المضي قُدُما بالإصلاحات الدفاعية والعسكرية، ودعم التدريب العسكري والمهام المختلفة، وتحديث الأسلحة والمعدات، وتحسين أحوال المجندين.
وأوضح أن "زيادة ميزانية الدفاع مناسبة على خلفية التغيرات العميقة في القوة العامة للبلاد وبيئتها الأمنية والوضع الإستراتيجي العالمي."
ونوّه إلى أن ميزانية الدفاع الصينية تستحوذ على حصة صغيرة نسبيا من إجمالي الناتج المحلي للصين ونفقاتها المالية الوطنية مقارنة بالدول الكبيرة الأخرى، مشيرا إلى أن إنفاقها العسكري للفرد والجندي منخفض للغاية.
وفي الوقت الذي يُمثّل فيه الإنفاق الدفاعي الوطني في عدد من الدول المتقدمة الرئيسية أكثر من 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي، فإن هذه النسبة بلغت نحو 1.3 بالمئة فقط في الصين في 2018.
وزادت الولايات المتحدة إنفاقها الدفاعي الوطني للعام المالي 2019 إلى 716 مليار دولار، أربعة أضعاف ميزانية الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
يمثل نصيب الفرد من الإنفاق العسكري في الصين فقط نحو 1 في 19 بالنسبة إلى الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة.
وقال تشن تشو، باحث في أكاديمية العلوم العسكرية، "عندما يتعلق الأمر بما إذا كان بلد ما يشكل تهديدا لدول أخرى، فإن الأمر الرئيسي لا يتعلق بالقوة الوطنية والقوات المسلحة للبلد، بل يتعلق بالسياسات التي تتبناها."
وأوضح تشن أن "الصين تتبع دوما مسار التنمية السلمية وتلتزم بشدة بسياسة دفاع ذات طبيعة دفاعية"، مشيرا إلى أن تنمية الصين لن تشكل تهديدا لأية دولة أخرى.
وسلط خه لي الضوء على دور الصين في توفير سلع الأمن العام للمجتمع الدولي، قائلا إن الجيش الصيني شارك بفعالية في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحافظ على أمن الممرات البحرية. كما انخرط في التعاون الدولي في مجالي الإنقاذ والأمن.
وأشار إلى أن "النمو في الإنفاق الدفاعي للصين هو نمو القوى من أجل السلام العالمي."