الصين تلغي الرقاب على نصوص الأفلام التي تطرح مواضيعا عادية

نشرت شبكة الحكومة الصينية في 17 يوليو الجاري "اللوائح المتعلقة بالمهام الرئيسية للهيئات والموظفين في الإدارة العامة للأخبار والنشر والإذاعة والتلفزيون " التي تمت المصادقة عليها من طرف مجلس الدولة. وطرحت اللوائح إلغاء أكثر من 20 برنامج موافقة إدارية بما فيها مراقبة نصوص الأفلام ذات المواضيع العادية.

وقال بعض مستخدمي الإنترنت أن إلغاء الرقابة الأفلام ذات المواضيع العادية سيعني قدوم "ربيع" السينما الصينية.
"هذا سيوفر هامشا أكبر من الحرية للسينمائيين، وسيساعد على رفع المستوى الفني للأفلام" ويرى الباحث في الصناعة الثقافية بشركة سيكس للإستشارات تساي لينغ أن إلغاء الرقابة على الأفلام التي تطرح مواضيعا عادية سيعزز من روح الإبتكار في السينما الصينية، كما سيساعد على النمو الأفلام الصينية على التطور متعدد الثقافات.

ماهي الأفلام ذات المواضيع العادية

المواضيع العادية هي نقيض للمواضيع الإستثنائية، وكل فيلم تتعلق شخصياته وأحداثه بالدبلوماسية، القومية، الدين، الجيش، الأمن العام، القانون، مشاهير التاريخ ومشاهير الثقافة، إلخ، تعد مواضيع إستثنائية، وبإستثناء هذه المواضيع فإن البقية تعد مواضيع عادية.

وفي هذا السياق قالت شخصيات من إدارة السينما، أنه منذ فترة سابقة قد تم بالفعل إلغاء الرقابة على سيناريو الأفلام ذات المواضيع العادية، لكن ذلك لم يتم الإعلان عنه رسميا. "بإستثناء المواضيع التي تتعلق بالقوميات والدين والدبلوماسية وغيرها من الجوانب الإستثنائية، أصبحت بقية الأفلام تنتمي إلى مجال الأفلام العادية، ولاتستدعي الحاجة إلى مراقبة النصوص. من جهة أخرى، تتم أيضا مراقبة سيناريوهات الأفلام التي تبدو ضبابية في التعبير".

وأشار تساي لينغ إلى أن حذف الرقابة على المواضيع العادية يعني أن الجهات الرسمية قد حددت موقفها من تخفيف الرقابة على الأفلام، وهذا يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لتطور صناعة السينما في الصين." فمن جهة سترفع نجاعة الرقابة على الافلام، ومن جهة ثانية ستخفف من حدة الرقابة على محتويات الأفلام. وهذه اللوائح تعني أساسا التحكم المفرط الذي تمارسه الحكومة في الوقت الحالي على محتويات الأفلام، وهو ما يحد من الإبداع داخل السينما. "

ويرى الأستاذ بقسم الأخبار وعلوم الإتصالات بجامعة المعلمين بنانجينغ لووه جنغلين أن قيام الدولة بإلغاء الرقابة على الأفلام ذات المواضيع العادية، سيوفر فضاء كبيرا للسينما الصينية على مستوى النظام. "الأفلام الصينية يجب أن تحقق إختراقا كبيرا على مستوى المحتوى، كي تتمكن من تحقيق تقدم أكبر، وهنا يعد التنازل على مستوى النظام أمر لابد منه."

ويشير الخبراء في المجال السينمائي إلى أن هذا القرار يعد خطوة هامة إلى الأفضل، وهذا يعكس بأن الحكومة تحاول القيام بتغييرات إيجابية. لكن، يبقى قصور القرار الحالي متمثلا في إلغائه جزء فقط من الرقابة، والتخلي عن هذه السلطة إلى الوحدات السفلى، ولم يقم بإلغاء نظام الرقابة نهائيا، ولم يطرح تصنيفات للأفلام.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/