تعليق: كيف تنظر إسرائيل إلى مستقبل سوريا ؟

شنت مقاتلات إسرائيلية غارة على موقع عسكري سوري قريب من مدينة اللاذقية في الآونة الأخيرة، خشية من أن تصل الأسلحة الكيماوية السورية بأيدي حزب الله اللبناني. وقد أكدت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمعارضة السورية وغيرها من الأطراف الأخرى الهجوم الجوي الإسرائيلي على سوريا، في حين امتنع المسؤولون الإسرائيليون عن تأكيد الخبر. مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تعلن الحرب مرة أخرى؟

في الواقع، إن إسرائيل ليست المرة الأولى التي تشن فيها غارة عسكرية على سوريا. فمنذ عام 2013، أطلقت إسرائيل العديد من الضربات الطويلة المدى على الأراضي السورية. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، فإن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا عام 2007 كانت تستهدف الأسلحة النووية السورية. ومع ذلك، فإن سوريا دائما ما كانت تلتزم الصمت بالرغم من عدوانية الهجمات العسكرية الإسرائيلية. وإن تحول سوريا من صمت عام2007 إلى تحذير خجول عام 2013، إلى عدم الاستجابة اليوم يشير إلى أن سوريا فقدت القدرة على مواجهة إسرائيل، في حين أن إسرائيل تهاجم بلا خجل وفي أي وقت تقرره.

منذ بداية الأزمة السياسية في سوريا عام 2011 ، تراقب إسرائيل عن كثب تحركات الأسلحة الكيميائية السورية، خصوصا إمكانية وصول الأسلحة الكيميائية في أيدي الجماعات المتطرفة. وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية مرارا وتكرارا عن أن وقوع الأسلحة الكيميائية والصواريخ الإستراتيجية السورية في يد مليشيات " حزب الله"، أو المنظمات المتطرفة وأعضاء " القاعدة" سوف يدفع بإسرائيل إلى شن ضربة وقائية .

بالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل وبدون خجل تعتبر نفسها ملتزمة بمواصلة الاستعدادات العسكرية الكافية. أولا، تمتلك إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي كافية لحماية أمن إسرائيل. حيث قام الجيش الإسرائيلي في عام 2012 بنشر نظام دفاع مضاد للصواريخ باسم «القبة الحديدية» قادرة على اعتراض صواريخ مداها ما بين 4 إلى 70 كيلومتراً استجابة إلى أي تهديد يأتي من سوريا، لبنان، أو غزة.

كما بدأ الجيش الإسرائيلي بناء منطقة عازلة في مرتفعات الجولان عند الحدود مع سورية، لمنع انتشار الفوضى من سوريا إلى إسرائيل. وابتدءا من عام 2012، بدأ الجيش السوري يتقلص تدريجيا من المنطقة الحدودية بينها وبين إسرائيل، وسيطرة المعارضة السورية المسلحة بما في ذلك المتطرفين على المنطقة تدريجيا، وأصبحت إسرائيل تراقب بقلق ما يجري على حدودها الشمالية. وقد شهدت المنطقة إطلاق النار مرات عديدة من قبل الجماعات المسلحة السورية، ولم يتردد حرس الحدود الإسرائيلي في القتال مرة أخرى، لردع المسلحين.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/